الثلاثاء 21 مايو 2024

مخاطر «البيتكوين».. هل تلجأ التنظيمات الإرهابية للعملات الافتراضية لتمويل أنشطتها؟

تحقيقات31-12-2017 | 18:28

خبير أمني: لا يمكن الجزم باستخدام «البيتكوين» لتمويل التنظيمات الإرهابية

يعقوب: 3 مصادر رئيسية لتمويل التنظيمات الإرهابية

باحث سياسي: مخاطر محتملة للعملات الافتراضية كمصدر لتمويل الإرهاب

 

بعد تزايد الاهتمام بها عالميًا، أضحت العملات الافتراضية وتحديدا «البيتكوين» مصدرًا للتهديد حيث رجح متخصصون احتمالية استخدام التنظيمات الإرهابية لهذا النوع من العملات كأحد مصادر التمويل، مؤكدين أن هذه التنظيمات قد تلجأ لها بديلاً بعد إغلاق أبواب التمويل الأخرى والخسائر التي تتلقاها في الفترة الأخيرة.

وفي تقرير سابق له ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أن تنظيم «داعش» يستخدم «البيتكوين» لتمويل عملياته، وهي أحد أشهر العملات الافتراضية المتداولة عبر الإنترنت، ودعا المرصد إلى ضرورة التنبه لخطر استخدام التنظيمات الإرهابية للعملات الإلكترونية المشفرة، خاصة في ظل الحملات العسكرية والأمنية التي تستهدف تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة تمويل الحركات الإرهابية.

 

دراسة أمنية

العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، قال إن التنظيمات الإرهابية تستخدم عدة مصادر للتمويل لا يمكن الجزم بأن العملات الإلكترونية مثل "البيتكوين" وغيرها أحد هذه المصادر، مضيفًا أن المصدرين الأساسيين لتمويل تلك التنظيمات هما الحسابات البنكية المزيفة والتمويل النقدي المباشر.

وأضاف صابر في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قضية استخدام الجماعات الإرهابية للعملات الإلكترونية محل دراسة والأجهزة الأمنية المصرية تتولى بحث القضية الهامة، موضحًا أنه تلك التنظيمات بعد أغلقت في وجهها مختلف مصادر التمويل قد تلجأ لهذه الوسيلة لأنها تحاول أن توجد لنفسها مصادر متنوعة للتمويل وإغلاق باب في وجهها جعلها تحاول إيجاد بديل له.

وأوضح صابر، أن التعامل مع هذا الأمر في حالة ثبوته سيكون بمراقبة هذه الحسابات أو المحافظ الالكترونية وتحديد كيفية غلقها ووقف التحويلات.  

 

3 مصادر رئيسية لتمويل

وقال اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب، إن التنظيمات الإرهابية في مختلف دول العالم تستخدم 3 وسائل رئيسية للتمويل أولها التحويلات الالكترونية والتمويل المباشر والتحويل البنكي عبر الحسابات، مضيفًا أن استخدام العملات الافتراضية مثل «البيتكوين» وغيرها كمصدر للتمويل أمر مرجح.

وأضاف «يعقوب» في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن جهاز الانتربول وضع 6 آلاف شخص على مستوى العالم كعناصر إرهابية تراقب تنقلاتهم وتعاملاتهم المالية، مضيفا أن الدول الكبرى تعمل على تمويل التنظيمات مثلما حدث مع تنظيم القاعدة، والذي كانت ميزانيته أكبر من ميزانية قارة أفريقيا وتلقى تمويلات ضخمة لمحاربة الاتحاد السوفييتي.

وأوضح يعقوب أن تنظيم «داعش» هو أغنى التنظيمات الإرهابية في الوقت الحالي بعدما وجد عقب تدمير الجيش العراقي بيئة حاضنة لتمدد هذا التنظيم الإرهابي الذي عمل على إنشاء دولة له في سوريا والعراق، وأصدر عملته مستفيدًا من الثروات العراقية مثل آبار البترول والذي كان يبيعه بأسعار رخيصة.

وأضاف أن هذا الحلم الداعشي بإقامة دولة انتهى بعد الهزائم التي تلقوها في سوريا والعراق، ولذلك بدأوا في الاتجاه إلى أهداف أخرى ودولاً أخرى.

 

مخاطر محتملة

فيما قال أحمد كامل البحيري، الباحث في شئون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إنه حتى الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن الجماعات الإرهابية تستخدم العملات الافتراضية مثل «البيتكوين» وغيرها في التمويل، مضيفًا أن هذه العملات لها مخاطر محتملة ويمكن أن تستغلها الجماعات كأحد مصادر التمويل وشراء الأسلحة.

وأضاف البحيري في تصريح لـ«الهلال اليوم» أنه لا يوجد واقعة تؤكد هذا إلا أن المخاطر من العملات الافتراضية هي مثل مخاطر كل التحويلات والتعاملات الإلكترونية التي إن تمت بدون ضوابط ستشكل تهديدا، مضيفًا أن هذا النوع من العملات غير الملموس سيواجه صعوبة في التعامل كمصدر للتمويل لأن نسبة التعامل بها ضعيفة ولم تعترف بها العديد من الدول.

وأوضح البحيري أن التحويلات الالكترونية ونقل الأموال من دولة لأخرى وكذلك عمليات السحب والإيداع يخضعون لضوابط ويمكن أن يتم فرض نفس الإجراءات على التعامل بالعملات الإلكترونية، مؤكدا أن هناك برامج أكثر خطورة من فكرة العملات الافتراضية مثل تيليجرام الذي فشل مجلس الأمن القومي الأمريكي في حل أزمته.

وأكد أن الجماعات تستغل هذا التطبيق في التواصل ولا يوجد ضوابط للسيطرة عليه حتى الآن، مضيفا أن مصادر تمويل أي تنظيم تختلف من واحد لآخر حسب طبيعته إن كان محليًا أو دوليًا، وأول المصادر هو التمويل الذاتي الداخلي ويعتمد فيه على عمليات سرقة واقتحام البنوك والتجار وكذلك ثروات الدولة مثل آبار النفط والإتجار وبيع الآثار كما حدث في سوريا والعراق أو المخدرات مثل حركة طالبان في أفغانستان.

وأشار الباحث بشئون الإرهاب إلى أن التمويل الخارجي يكون إما من التنظيم الأم التابع له التنظيم الأصغر أو عناصر إقليمية داعمة أو دول مثلما تدعم إيران الميليشيات الشيعية في العراق واليمن أو تركيا التي تدعم التنظيمات في سوريا.