كشف معهد الاقتصاد والسلام (IEP) عن أحدث تصنيف لمؤشر السلام العالمي، حيث جاءت آيسلندا – الوجهة الواقعة في شمال أوروبا – في المرتبة الأولى باعتبارها أكثر دول العالم أمانًا.
وذكرت صحيفة "لوسوار" الإخبارية البلجيكية اليوم /الخميس/ أن السياح يختارون وجهتهم التالية بناء على قربها من البحر أو الجبال، وقيمتها مقابل المال، بالإضافة إلى مستوى الأمان.
واعتمد معهد الاقتصاد والسلام لتحديد تصنيفها على 23 مؤشرا، مقسمة إلى ثلاث فئات رئيسية وهي "الأمن والصراعات المحلية والدولية، ومستوى التسليح".
وتواصل آيسلندا ترسيخ موقعها في صدارة مؤشر السلام العالمي منذ عام 2008، حيث سجلت هذا العام تحسنًا بنسبة 2% عزز تقدمها على أيرلندا صاحبة المركز الثاني. ويُعد الأمان جزءًا أصيلًا من الحياة اليومية لسكان آيسلندا.
من جانبها، صرحت "إنغا روس أنطونيوسدوتير"، المولودة في آيسلندا والمديرة الإدارية لوكالة السفر "إنتريبيد ترافل شمال أوروبا"
"رغم أن الطقس القاسي وخاصة في الشتاء لا يمنحنا دائمًا شعورًا بالأمان ، فإن المجتمع نفسه يمنحنا إحساسًا قويًا بالأمان."
وأضافت أنه "يمكنك أن تمشي بمفردك ليلا دون أي قلق تقريبا؛ ترى الأطفال ينامون بسلام في عرباتهم خارج مقهى أو متجر بينما يستمتع آباؤهم بتناول الطعام أو التسوق؛ والشرطة المحلية لا تحمل أسلحة".
وتحتل أيرلندا المرتبة الثانية ، وبالرغم صراعاتها طوال القرن العشرين، إلا أن الجزيرة نجحت في الحفاظ على السلام داخل أراضيها وتتميز بجهودها لنزع السلاح عاما بعد عام.. وهي الآن من بين الدول الأقل صراعات داخلية ودولية مستمرة.
بدوره، أكد "جاك فيتزسيمونز" وهو أيرلندي من سكان مقاطعة /كيلدير/ ومدير الأنشطة في قلعة /كيلكيا/ التي تعود للعصور الوسطى، أن الشعور العميق بالانتماء للمجتمع والصداقة يجعلك تشعر بالترحيب والاسترخاء، سواء كنت في بلدة صغيرة أو مدينة كبيرة ، ويهتم الأشخاص هنا ببعضهم البعض. إنه المكان الذي يمكنك فيه طلب المساعدة من شخص غريب، وسيبذل قصارى جهده لمساعدتك".
وأكملت نيوزيلندا، أول دولة خارج الحدود الأوروبية، المراكز الثلاثة الأولى. .ويمثل هذا تقدما بمركزين مقارنة بالعام الماضي. وقد أبرز برنامج التعليم الفردي (IEP) تحسنا في مجالي المخاطر والأمن، كما شهدت السياسات الداخلية تقدما، مما منح النيوزيلنديين شعورا بالسلام والثقة.
وتتصدر الدول العشر الأولى قائمة المعهد من دول أوروبية وخلف نيوزيلندا، تأتي النمسا وسويسرا وسنغافورة والبرتغال والدنمارك وسلوفينيا وفنلندا. وتحتل بلجيكا المرتبة السادسة عشرة، متقدمةً بأربعة مراكز مقارنة بالعام الماضي.
وتأتي روسيا في المرتبة الأخيرة لأقل الدول أمانا في العالم خلف أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
يذكر أن معهد الاقتصاد والسلام هو مؤسسة فكرية عالمية مقرها في سيدني بأستراليا ولها فروع في مدينة نيويورك ومكسيكو سيتي وأكسفورد.
وتطور المؤسسة الأطر المفاهيمية لتحديد السلام وتوفير مقاييس للقياس وكشف العلاقة بين السلام والأعمال التجارية والازدهار والسعي لتعزيز فهم العوامل الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تدفع بالسلام.