واصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، في عدوان مستمر لما يقارب من 23 شهرًا، وسط استمرار القصف والحصار الإسرائيلي مع فرض سياسة التجويع بهدف تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء نتيجة الغارات والقصف والتجويع، فيما طالبت دول أعضاء مجلس الأمن باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع.
الحرب على غزة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 62,966، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، كذلك ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 159,266 مصابًا، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,121 شهيدا، و47,225 مصابا.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة 71 شهيدا، و339 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، منهم شهداء المساعدات الذن بلغ عددهم خلال الساعات الـ24 الماضية 22 شهيدا، والإصابات 203، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,180، والإصابات إلى 16,046.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 317 حالات وفاة، من ضمنها 121 طفلا.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي أنحاء مختلفة من القطاع بالقصف، في مخيم البريج وسط القطاع، وكذلك حي الرمال غرب مدينة غزة، مخيم الشاطئ غرب المدينة، فيما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها صوب شارع 8 جنوب مدينة غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، كذلك استهدفت طائرات الاحتلال وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومخيم بدر في منطقة الشاطئ الشمالي.
التجويع في غزة
ومنذ 2 مارس 2025، وتغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع، ما أدى لزيادة سوء التغذية وتفشي الجوع، حتى أعلنت الأمم المتحدة قطاع غزة، منطقة مجاعة رسميًا، لأول مرة في الشرق الأوسط.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وأوامر الإخلاء يجبران عائلات بأكملها على ترك منازلها مرة أخرى وسط الخوف والدمار.
وأكدت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، إن قطاع غزة لم يعد يحتمل الانتظار في ظل عدم وجود مأوى آمن، ومحدودية المياه والغذاء والدواء.
وأضافت في منشور لها عبر منصة "إكس"، أن هناك مجاعة مُعلنة في غزة، كما أن المعاناة تزداد سوءاً يوما بعد يوم، موضحة أن المساعدات لدى المنظمة متوفرة، لكن كل ما تحتاجه هو ضمان وصولها، داعية إلى ضرورة وقف العدوان بشكل فوري.
مطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار
وطالب أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، في بيان مشترك، بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وزيادة المساعدات بشكل كبير في أنحاء القطاع، ورفع إسرائيل، قوة الاحتلال، فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات.
كما دعوا إسرائيل إلى التراجع الفوري عن قرارها بالسيطرة على مدينة غزة. "هذا القرار، الذي نرفضه، سيؤدي حتماً إلى تفاقم الوضع الإنساني، وسيعرّض حياة جميع المدنيين.. للخطر".
وأكدت الأمم المتحدة، أن الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة سيحرمون من التعليم للعام الثالث على التوالي، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من حصار وحرب إبادة.
وأوضح متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أمس أن العام الدراسي الجديد يقترب، و"أطفال غزة سيفقدون فرصة التعليم للعام الثالث على التوالي، التعليم حق أساسي ولا يجوز حرمان أي طفل منه"، داعيا إلى "حماية حق الأطفال في غزة في الحصول على التعليم".
وأكد ضرورة إعادة فتح المدارس وضمان تمكين الأطفال الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعليم، محذرا من أن هذه الأزمة "تهدد مستقبل جيل كامل في غزة".