تواجه بعض الزوجات تحديًا كبيرًا عند الارتباط بشريك حياة يتصف بالاعتمادية، وهي شخصية تميل إلى الاعتماد المفرط على الآخرين في إدارة حياتها، سواء من حيث اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤوليات، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع أخصائية إرشاد أسري، أهم الخطوات التي تساعد المرأة في التعامل مع الزوج الاعتمادي، دون أن تفقد أعصابها.
ومن جهتها، تقول الدكتورة نورا رؤوف، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هذا النمط من السلوك لا يظهر فجأة، بل يتكون منذ الطفولة نتيجة التربية والبيئة المحيطة، مثل الدلال الزائد، أو الخوف المبالغ فيه من الأسرة، أو فقدان أحد الوالدين، أو حتى كثرة النقد واللوم المستمر، والتعامل مع الزوج الاعتمادي يحتاج أولًا إلى الهدوء والتواصل الفعال، وفهم أسباب شخصيته بدلاً من الدخول في صراع أو شعور دائم بالغضب تجاهه، فالتعاطف معه ومحاولة إصلاح السلوك تدريجيًا يساهم بشكل كبير في تقليل التوتر داخل العلاقة الزوجية، ولذلك على المرأة أن تتبع الخطوات التالية والتي تساعدها في التعامل مع صفة الاعتمادية لدى الزوج، ومنها ما يلي:
- التحدث بهدوء ومنح الأمان، وتجنب توجيه اللوم أو النقد المباشر، بل الحرص على القرب منه ومنحه شعورًا بالثقة والأمان.
-تعزيز ثقته بنفسه، نظرًا لأن الشخصية الاعتمادية تعاني غالبًا من ضعف الثقة بالنفس، فمن المهم تشجيعه ودعمه حتى عند قيامه بأبسط المهام التي تحمل مسؤولية.
-توزيع المسؤوليات تدريجيًا، ابدئي بتكليفه بمسؤوليات صغيرة، واظهري الامتنان والشكر عند إنجازها، فهذا يعزز شعوره بالقدرة والاستقلالية.
-منحه فرصة حل مشكلاته، تجنبي حمل المسؤولية بالكامل بدافع أنه لن يعرف كيف يتصرف، بل اتركي له مساحة لتجربة الحلول بنفسه حتى وإن أخطأ، فهذه الخطوة أساسية لبناء الاستقلالية.
-الصبر على التغيير التدريجي، لأن التغيير في سمات الشخصية ليس سريعًا، لذا كوني صبورة وامنحيه الوقت الكافي للتطور خطوة بخطوة.
واختتمت حديثها، مؤكدة على أن التعامل مع الزوج الاعتمادي لا يعني التضحية أو الانهاك النفسي للمرأة، بل يتطلب وعيًا وحكمة في إدارة العلاقة، بحيث تحفّز لديه القدرة على الاعتماد على نفسه، وفي الوقت نفسه تحافظ الزوجة على توازنها النفسي والعاطفي داخل العلاقة الأسرية والعاطفية.