الإثنين 1 سبتمبر 2025

عرب وعالم

وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية توسع شبكة ترحيل المهاجرين عبر الجو

  • 30-8-2025 | 14:07

ترحيل

طباعة
  • دار الهلال

شهدت الولايات المتحدة في الأونة الأخيرة ازدهار صناعة سرية ومربحة تتمثل في رحلات الطيران العارض (شارتر) التابعة لوكالة "ايس اير"، الذراع الجوي لعمليات الترحيل الأمريكية. فمنذ يناير الماضي، تضاعفت وتيرة هذه الرحلات، وتم توقيع عقود بمليارات الدولارات مع شركات طيران خاصة .

وأشارت مجلة "لكسبريس" الفرنسية في مقال لها الى انه بينما تتجه انظار العالم نحو التصريحات السياسية والمناظرات التلفزيونية، تتنافس شركات خاصة على عقود ضخمة مخصصة لترحيل المهاجرين "بأقل تكلفة".

حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض، صعد دونالد ترامب من خطابه ضد "المهاجرين غير الشرعيين"، واصفا إياهم بأنهم "مجرمون ومدمنو مخدرات وأعضاء عصابات". ومنذ يناير، قامت الوكالة الأمريكية للهجرة والجمارك (ايس) بتوسيع شبكة شركات الطيران العارض (شارتر) التي تنقل عشرات الآلاف من الأشخاص داخل البلاد وخارجها. وتعرف هذه الشبكة باسم "عمليات الطيران التابعة لوكالة الهجرة والجمارك" والمعروفة أيضا باسم "ايس اير".

ومنذ عودة ترامب إلى السلطة، حشدت "ايس اير" ما لا يقل عن 110 طائرات، ونفذت أكثر من 5100 رحلة جوية في الولايات المتحدة وحول العالم. وازدادت وتيرة الرحلات بشكل ملحوظ من نحو 600 رحلة شهريا سابقا إلى ما يزيد عن 1000 رحلة الان، وفقا للناشط توم كارترايت، المصرفي السابق في جي بي مورجان والمدافع عن حقوق المهاجرين.

واستشهدت المجلة الفرنسية بقصة مهاجرة إكوادورية تم ترحيلها من نيوجيرسي في 30 ابريل الماضي، حيث أمضت أربع ليال قيد الاحتجاز، ثم نقلت إلى لويزيانا عبر أوهايو. بعد أربعة أيام، نقلت مرة أخرى: إلى بورت إيزابيل، بتكساس، لقضاء ليلة واحدة، ثم إلى فلورنس، بولاية أريزونا، لتقضي خمس ليال، ثم إلى دنفر، بكولورادو، حيث مكثت لأكثر من شهر. وفي 24 يونيو، عادت إلى لويزيانا عبر أريزونا، وأخيرا، نقلت جوا إلى كيتو، عاصمة الإكوادور. وبذلك تكون قد قامت بسبع رحلات جوية خلال 55 يوما من احتجاز إدارة الهجرة والجمارك لها.

وأشارت "لكسبريس" الى ان هذه العملية اللوجستية تأسست على المدى الطويل. فعندما تأسست وكالة الهجرة والجمارك الامريكية عام 2003، لم تكن تملك الخبرة ولا الطائرات، فاعتمدت على خدمة "يو اس مارشالز" التي كانت تملك بضع طائرات من طراز "بوينج 737" كانت مخصصة في الاصل لنقل السجناء الفيدراليين. لكن سرعان ما توسع استخدامها لترحيل المهاجرين بعيدا عن الأنظار، وبعيدا عن المطارات المدنية والرحلات التجارية. وبحلول عام 2005، رحلت خدمة "يو اس مارشالز" نحو 100 الف مهاجر نيابة عن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية. وفي نهاية العقد، تجاوزت عمليات الترحيل 170 الف حالة سنويا.

ورغم الانتقادات المتزايدة بشأن ظروف نقل المهاجرين المرحلين، يواصل قطاع الترحيل الجوي ازدهاره في الولايات المتحدة. ولا يبدو أن هذه الرحلات ستتوقف في القريب العاجل. فقد أقرت الإدارة الأمريكية في 4 يوليو الماضي قانون الموازنة الجديد، الذي أطلق عليه البيت الأبيض اسم "One Big Beautiful Bill" (مشروع قانون واحد كبير وجميل)، والذي يضيف 75 مليار دولار إلى ميزانية وكالة الهجرة والجمارك على مدى أربع سنوات، فضلا عن أكثر من 11 مليار دولار المرصودة لها العام المقبل.

وبموجب هذه الخطة، من المتوقع أن تتحول وكالة الهجرة والجمارك إلى أكبر وكالة فدرالية لإنفاذ القانون في البلاد. وعلى الأرض، ستواصل الحافلات نقل المهاجرين من مراكز الاحتجاز، وفي الجو ستواصل الطائرات البيضاء، التي لا تحمل أي علامات مميزة، الإقلاع عند الفجر لنقل المهاجرين بعيدا عن الأنظار.

الاكثر قراءة