قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن العواصم الأوروبية تعمل على وضع "خطط دقيقة للغاية" لنشر محتمل لقوات عسكرية في أوكرانيا كجزء من ضمانات أمنية لما بعد الحرب، مؤكدة أن هذه الخطط ستحظى بدعم كامل من القدرات الأمريكية.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية -في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الأحد-، أن هناك "خريطة طريق واضحة" لنشر هذه القوات، مشيرة إلى أن الاتفاق جرى التوصل إليه خلال اجتماع في البيت الأبيض، وأن العمل يسير "بنجاح كبير".
وأكدت أن العواصم الأوروبية تعمل على إعداد خطط لـ "قوة متعددة الجنسيات" مع دعم أمريكي يشمل أنظمة القيادة والسيطرة، إضافة إلى القدرات الاستخباراتية والمراقبة. وأكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طمأن القادة الأوروبيين بشأن مشاركة أمريكية في هذه الترتيبات، وهو ما وصفته بأنه "مؤكد ومتكرر".
يأتي ذلك في ظل مطالب أوكرانية بضمانات أمنية ملموسة من حلفائها الغربيين، بما في ذلك نشر قوات على الأرض، كجزء من أي اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبحسب دبلوماسيين، فإن القادة الأوروبيين الذين التقوا ترامب وزيلينسكي الشهر الماضي في واشنطن سيجتمعون مجددا في باريس يوم الخميس المقبل بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمواصلة المشاورات رفيعة المستوى. ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع المستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، إضافة إلى فون دير لاين.
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن "الشعور بالإلحاح مرتفع للغاية"، لافتة إلى أن أي قرار بنشر قوات يحتاج موافقة سياسية من كل دولة على حدة، باعتباره أحد أبرز القرارات السيادية.
كما أشادت فون دير لاين بما وصفته بـ "التزام ترامب" تجاه جهود السلام.
وأوضحت أن أي انتشار عسكري غربي في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام سيدعم جيشا أوكرانيا أكثر قوة، على أن يشكل هذا الجيش جوهر قوة الردع. وكشفت أن المفوضية الأوروبية ستبحث قنوات تمويل جديدة لضمان "تمويل مستدام" للقوات الأوكرانية، بما يشمل الرواتب والتجهيزات الحديثة، معتبرة أن الاتحاد الأوروبي سيتحمل جزءا كبيرا من هذا العبء.