تحل اليوم 1 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان والطيار إيهاب نافع، الذي يظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور، ليس فقط بوسامته الجذابة أو بأدواره السينمائية القليلة التي لم تتجاوز العشرين فيلمًا، بل بما حملته حياته من تفاصيل استثنائية امتزجت فيها سمات الطيار المغامر بالفنان الرومانسي، إلى جانب قصته العاطفية الأشهر مع الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي، والتي ظل يعتبرها "حب عمره" رغم انفصاله عنها وتعدد زيجاته فيما بعد.
بداية القصة مع ماجدة
التقى إيهاب نافع بالفنانة ماجدة الصباحي لأول مرة في حفل بالسفارة الروسية بالقاهرة. كان لقاءً عابرًا، لكنه تحول إلى بداية قصة حب كبيرة بعدما تحدثا طويلًا عن السياسة والثقافة والفن. انتهى الحفل، وأصر نافع على إيصالها إلى منزلها، وهناك صارحته ماجدة بأنها مطلقة وأن قلبها مغلق. لكن سرعان ما تبدل الأمر، وتوطدت علاقتهما حتى أعلنا زواجهما عام 1963.
ورغم أن حياتهما الزوجية لم تستمر طويلًا بسبب غيرتها من كثرة سفره كطيار وابتعاده الدائم عنها، إلا أن هذه العلاقة ظلت الأهم والأكثر تأثيرًا في حياته، وظل يصف ماجدة دائمًا بأنها "حب عمره"، فيما بقيت هي الأخرى بعد الطلاق تعتبره الرجل الأهم في حياتها ولم تتزوج بعده.
من الطيران إلى السينما
كان دخول إيهاب نافع إلى عالم الفن بدعم وتشجيع من ماجدة، حيث شاركها بطولة فيلم "الحقيقة العارية" عام 1963، ليبدأ بعدها مسيرة قصيرة لكنها لافتة في السينما المصرية. شاركها في خمسة أعمال مميزة، من بينها: "الهجرة إلى الرسول" (1964)، "من أحب" (1966)، "القبلة الأخيرة" (1967)، و"النداهة" (1975).
وإلى جانب أعماله مع ماجدة، قدّم مجموعة أخرى من الأفلام منها: "امرأة مع الشيطان"، "الحب الذي كان"، "بنات آخر زمن"، و"الأسيرة"، بينما كان آخر ظهور له على الشاشة في فيلم "لصوص خمس نجوم" عام 1994. كما شارك في التلفزيون بمسلسل "حواديت فكري أباظة".
زيجات متعددة لكن قلب واحد
عُرف عن إيهاب نافع كثرة زيجاته التي تجاوزت العشر مرات. من بين زوجاته: سيدة أسترالية أنجب منها طفلين هما زكريا وجوهرة، وصحفية خليجية، وأخرى أمريكية من أصل ألماني التقاها في اليونان، فضلًا عن زواجه بسيدة أردنية. ومن أبرز هذه الزيجات أيضًا زواجه من فالترود بيتون، أرملة رجل المخابرات الشهير رفعت الجمال "رأفت الهجان"، واستمر ارتباطهما سبع سنوات قبل الانفصال.
لكن رغم كل هذه الزيجات المتعددة، كان إيهاب نافع دائمًا يتحدث عن ماجدة بحب شديد، ويؤكد في كل مناسبة أنها الحب الأول والأكبر في حياته، وأنها وحدها تركت بصمة لا تُمحى في مسيرته الشخصية والمهنية.
إرث فني وإنساني
رحل إيهاب نافع في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر ناهز 69 عامًا، لكنه ترك خلفه سيرة إنسانية وفنية استثنائية، جمعت بين طيار عاشق للمغامرة وفنان صاحب حضور خاص، ورجل ظل اسمه مرتبطًا بقصة حب نادرة مع ماجدة الصباحي، بقيت محفورة في ذاكرة الجمهور كواحدة من أجمل قصص الوسط الفني.