أعرب السفير أمجد العضايلة سفير الأردن في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية رئيس الدورة السابقة الـ163 لمجلس الجامعة عن تطلعه أن تخرج الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في الثلث الأخير من سبتمبر الجاري خطواتٍ عمليةٍ ضاغطة بكل الوسائل التي من شأنها إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإنقاذ أهلها من مجاعةٍ لم تعد محتملة.
جاء ذلك في كلمة المندوب الأردني، اليوم الاثنين، خلال تسليمه رئاسة مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين إلى السفير عبدالله حمدان النقبي مدير إدارة القانون الدولي والتعاون الدولي بوزارة الخارجية الإماراتية رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الـ164 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين.
وقال العضايلة "علينا أن نواصل مساعينا في إيصال الصوت للمجتمع الدولي والتنسيق مع القوى الفاعلة فيه، لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وحكومتها بالتراجع عن هذه المخططات ووقف أي سلوكٍ تنتهجه من شأنه انتهاك الثوابت والحقوق التاريخية لفلسطين وأرضها وشعبها ، وإنهاء جميع الإجراءات التوسّعية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفق مقررات الشرعية الدولية وحل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعلى حدود الرابع من يونيو 1967".
وأشار إلى الموقف الواضح الذي عبّرت عنه اللجنة الوزارية العربية والإسلامية من أسفٍ عميق إزاء قرار الخارجية الأمريكية بعدم منح تأشيرات الدخول لوفد دولة فلسطين المشارك في أعمال الجمعية العامة، والذي يأتي في وقت من الضروري فيه دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس في ظل الظرف الراهن وغير المسبوق الذي تمر به القضية الفلسطينية، ويتطلب تمكين السلطة الفلسطينية وتقويتها بوصفها شريك السلام والساعي له.
وأضاف "ستبقى فلسطين، قضية عادلة وأرضا عربية وشعبا مناضلا، روح العروبة وريحانها وبوصلة العمل العربي المشترك وقبلة الجهود الدبلوماسية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وحلها العادل الشامل هو أساس تحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي؛ لأن تدحرج كرة الظلم وسلب الأرض ونزع الحقوق ستبقى ذاتها هي الدافع لمزيدٍ من النزاعات والحروب والكراهية وظهور العنف بكل أشكاله".
وأوضح أن مجلسنا هذا، الذي كرّس دورات أعماله العادية وغير العادية، للتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي تواجهها قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، وتحديدًا مع تسارعٍ مدان ومستنكر ومرفوض لوتيرة العنف والظلم والاستهداف والتجويع التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق على مدار العامين الماضيين جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على كامل الأرض الفلسطينية، يجد هذا المجلس نفسه أمام واقعٍ غير مسبوق من المآسي الإنسانية التي تسببت فيها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة وسياسة التجويع المقصود واستهداف الإنسان الفلسطيني وملاحقة وقتل الصحفيين في محاولةٍ لإسكات الصوت وطمس الحقيقة.
وتابع "أن كل الإجراءات والمخططات التي تعلنها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ويقرّها الكنيست ولم تسمع رفضًا حاسمًا من المجتمع الدولي لها، تتطلب منّا تعزيز الجهود اللازمة نحو التحرك سياسيًا وقانونيًا ودبلوماسيًا على المستوى العربي لوقف هذا العدوان الغاشم وكل القرارات الباطلة، وجمع الحشد الدولي الفاعل لمواجهته".
ولفت العضايلة إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية، تواصل مع أشقائها العرب، سواء عبر الجامعة العربية أو أطر التعاون البيني الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول الشقيقة، بذل كل مساعيها ووضع كل ثقلها في تعزيز الوفاق والاتفاق العربي، وإيجاد الحلول السلمية للأزمات التي تعاني منها دول عربية شقيقة، ما أدى إلى التأثير على أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية.
وقال "سوف تستمر المملكة إلى جانب أشقائها العرب في العمل على تمتين وحدة الصف وتعميق الجهد المشترك المفضي لخير هذه الأمة ونصرة قضاياها العادلة ودعم تطلعات شعوبها نحو العيش بأمنٍ وسلامٍ وازدهار منشود".
ووجه لمجلس الجامعة العربية دولًا أعضاء وأمانة عامة، خالص التقدير على تعاونهم البناء مع رئاسة الأردن للدورة السابقة، والتنسيق الذي أفضى تفهما وتقاربا في وجهات النظر، وحرص على أن تخدم مخرجات المجلس المواقف العربية الموحدة للتعامل مع المستجدات التي ظهرت خلال الدورة العادية، معربًا عن تمنياته لدولة الإمارات بالتوفيق والسداد في رئاسة الدورة الـ164 لمجلس الجامعة العربية.
من جانبه..قال السفير عبدالله حمدان النقبي مدير إدارة القانون الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية رئيس وفد دولة الإمارات ورئيس الدورة الـ164 للجامعة العربية على مستوى المندوبين "إن هذا الاجتماع ياتي في ظل استمرار التحديات بالمنطقة العربية، الأمر الذي يتطلب منا تعزيز مناخ العمل المشترك لمواجهتها".
وأشار النقبي إلى منهج الإمارات في التعامل مع المستقبل برؤية ووضوح وواقعية وتغليب الحوارات الدبلوماسية في معالجة النزاعات وتعزيز الشراكة والتعاون والتضامن والتسامح والتعايش السلمي ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، معربًا عن أمله في أن يعمل أعضاء المجلس جميعًا بما يساهم في الخروج بتوافق على جميع مشروعات القرارات المعروضة على المجلس.
ووجه الشكر للمملكة الأردنية العربية الهاشمية على رئاسة أعمال الدورة السابقة، كما توجه بالشكر إلى الأمانة العامة على جهدها لإعداد جدول أعمال الاجتماع.