في قلب مدينة الإسكندرية، وعلى بعد خطوات من البحر المتوسط، يقف متحف الإسكندرية القومي شامخًا داخل قصر إيطالي الطراز، شاهداً على عصور مضت، وناطقًا بتاريخ واحدة من أعرق مدن البحر الأبيض المتوسط.
ويحتفل متحف الإسكندرية القومي بالذكرى ال22 على افتتاحه متحفًا رسميًا في 31 أغسطس عام 2003م، كما تم إفتتاح المتحف للزيارة في 5 أكتوبر من نفس العام.
يتميّز المتحف بقدرته على تقديم صورة بانورامية عن تاريخ مصر بشكل عام، والإسكندرية بشكل خاص، من خلال توزيع ذكي للقطع الأثرية، مع توظيف الإضاءة والتقنيات الحديثة لعرض القطع بطريقة جذابة، إلى جانب لوحات شرح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
كان مبنى متحف الإسكندرية القومي قصرًا لأحد أثرياء الإسكندرية، تاجر الأخشاب أسعد باسيلي، الذي بنى القصر عام 1928م، وظل مقيمًا به ومن بعده أسرته حتى عام 1954م، ثم تم بيعه للسفارة الأمريكية وظل مقرًا للقنصلية الأمريكية حتى أشتراه المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة عام 1996م، ثم رممه وجدده وحوله إلى متحف عام 2003م.
بنى القصر قيمة معمارية وفنية فريدة، المهندس السكندري فيكتور إيرلانجرد وهو من أشهر المهندسين في هذه الفترة ذو أصول فرنسية، وقد بنى القصر على الطراز المعماري لعصر النهضة المستمد من طرز العمارة البالادية الأوروبية نسبة إلى المهندس المعماري الإيطالي أندريا بلاديو.
ويقع المبنى على مساحة تبلغ 3674 م2. كانت فكرة إنشاء متحف قومي لمدينة الإسكندرية هي الخطوة الأولى في إنشاء المتحف وتحويل ذلك القصر ليكون متحفًا قوميًا لمدينة الإسكندرية.
يعرض المتحف حوالي 1402 قطعة أثرية معروضة في 19 قاعة عرض، ويوجد بعض القطع الأثرية معروضة بالممرات المحيطة بالقاعات وعددهم 7 ممرات.
يتميز سيناريو العرض المتحفي بالمتحف بالتسلسل الزمنى حيث ينقسم المتحف لثلاثة أقسام من الأقدم للأحدث: القسم المصري القديم - القسم اليوناني الروماني – القسم القبطي والإسلامي والحديث. ويتنوع سيناريو العرض داخل الأقسام ما بين تاريخي من الأقدم للأحدث ونوعي طبقًا لنوع المادة المصنوع منها القطع، وموضوعي طبقًا للموضوع كالديانة أو الفن.
أهم مقتنيات المتحف
وتأتي ضمن أهم القطع الأثرية المعروضة بمتحف الإسكندرية القومي ما يلي..
- رأس للملكة حتشبسوت من الحجر الجيري الملون.
- رأس للمك أخناتون من الحجر الرملي.
- تمثال نصفي من الرخام للمعبود سرابيس.
- مجموعة متميزة من العملة من ضمن الآثار الغارقة المنتشلة من خليج هيراكليون، وهي ترجع لمختلف العصور (بطلمي، وروماني، بيزنطي، حديث) من الذهب والفضة والبرونز.
- إيقونة العشاء الأخير تصور السيد المسيح بصحبه تلاميذه.
- شاهد قبر من الرخام للقديس أبو مينا يعود للعصر البيزنطي مصور عليه القديس أبو ميناء بصحبة الجملين.
- الباب الخشبي لبيت المال يعود للعصر العثماني.
- عملة ذهبية تذكارية مصور عليها الملك فاروق والإسكندر الأكبر أصدرت بمناسبة أفتتاح جامعة فاروق الأول 1942م.
ويعد أبرز أقسام المتحف، جناح الآثار الغارقة، الذي يضم قطعًا نادرة ومجموعة متميزة من الآثار التي تم اكتشافها على طول سواحل الإسكندرية وتحكي تاريخ هذه المدينة العظيمة، من بينها تماثيل وأعمدة رخامية وقطع معمارية كانت جزءًا من مدينة الإسكندرية القديمة.





