ذكرت مجلة "بوليتيكو" المختصة في الشأن الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن وفدًا من السياسيين الصينيين يستعدون لزيارة البرلمان الأوروبي لأول مرة منذ أكثر من سبع سنوات من تجميد العلاقات، في مؤشر على بداية فصل جديد من العلاقات بين الجانبين.
وأفادت المجلة، في تقرير نشرته في أحدث عدد، بأن الاجتماع، الذي لا يزال قيد الإعداد، قد يُعقد في منتصف أكتوبر أو بداية نوفمبر المقبل، على أن يتبعه في مايو المقبل وفد من النواب الأوروبيين بزيارة إلى الصين، بحسب ما صرّح به النائب الأوروبي إنجين إروجلو، رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات البرلمانية مع الصين، لـ"بوليتيكو" بشكل حصري.
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تحديد موقعه داخل نظام دولي جديد، تتجاذبه علاقات متوترة مع واشنطن في عهد دونالد ترامب من جهة وموسكو وبكين من جهة أخرى، حيث تكشف المحادثات المرتقبة بين الجانبين - حسبما أبرزت المجلة- أن هناك قنوات اتصال دبلوماسية محدودة ما زالت قائمة رغم حالة عدم اليقين العالمي بشأن التجارة والأمن.
وخلال الاجتماعين المرتقبين، سيتناول النواب الأوروبيون وأعضاء المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ملفات عدة، أبرزها حرب روسيا في أوكرانيا وملف التجارة وسبل الحفاظ على دور الأمم المتحدة في النظام العالمي، إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان، وفق ما أوضح به إروجلو.
وأشار التقرير إلى آخر لقاء بين الطرفين وكان خلال قمة برلمانية عُقدت في بكين في مايو 2018، قبل أن تتوقف المحادثات بسبب جائحة كوفيد-19 وتجميد العلاقات الدبلوماسية عقب فرض الصين عقوبات على نواب أوروبيين عام 2021.
وقال إروجلو: "نحن بحاجة إلى تغيير الوضع الراهن في علاقتنا التجارية. لدينا في الوقت الراهن عجز تجاري ضخم مع الصين ويجب علينا تقليصه.. فنحن عمليًا ننقل ازدهارنا إلى الصين".
وأضاف: "الاتحاد الأوروبي يجب أن يؤكد باستمرار أن تحسين العلاقات مع الصين مرهون بموقفها من الحرب في أوكرانيا"، رغم اعترافه بأن من "غير الواقعي" توقع تغيّر هذا الموقف، مشيرًا إلى أن بكين ستواصل "الانحياز إلى روسيا".
وتأتي هذه الزيارة بعد أن رفعت بكين والبرلمان الأوروبي العقوبات المتبادلة في أبريل 2025، ما مهد الطريق أمام استئناف الحوار السياسي بين الجانبين.
وكانت الصين قد فرضت عقوبات على خمسة نواب أوروبيين ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي عام 2021، مما دفع قيادة البرلمان إلى الرد بمنع أي اتصال دبلوماسي. لكن في يوليو الماضي، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بكين، احتفالاً بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية، في زيارة شملت لقاءات مع الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء لي تشيانج.