أعلن فريق من علماء الآثار عن العثور على بقايا مدينة غارقة تعود إلى العصر الحجري عمرها نحو 8500 عام تحت مياه خليج آرهوس قبالة سواحل الدنمارك، أُطلق عليها اسم "أطلانتس العصر الحجري".
ويعود غرق الموقع إلى ذوبان كتل جليدية ضخمة في نهاية العصر الجليدي الأخير، ما أدى إلى ارتفاع منسوب البحار وغمر مجتمعات ساحلية كاملة.
وبحسب الخبراء، فإن هذا الاكتشاف يكتسب أهميته بسبب حفظه في بيئة خالية من الأكسجين، ما جعله بمثابة "كبسولة زمنية" أوقفت تحلل المواد وحافظت على تفاصيل نادرة من حياة الإنسان القديم.
وكشف التنقيب عن أدوات خشبية ورؤوس سهام وعظام حيوانات وبقايا بندق وأسنان فقمات، لتقدّم صورة متكاملة عن مجتمع مزدهر في العصر الميزوليتي كان يعتمد على الصيد وصناعة الأدوات.
في نفس السياق، قال الباحثون إن مساحة تبلغ نحو 40 مترًا مربعًا على عمق 8 أمتار قد تم التنقيب فيها، حيث عُثر على دلائل واضحة لنشاط بشري منظم يعكس براعة المجتمعات القديمة في مواجهة تحديات الطبيعة.
واستخدمت فرق البحث تقنيات متطورة تحت الماء، من بينها أنظمة شفط خاصة لنقل القطع الأثرية من دون إلحاق الضرر بها، ما أتاح دراسة دقيقة لمكونات الموقع من أدوات وهياكل وبقايا غذائية.
ويرى الخبراء أن هذه البيئة الفريدة حفظت المواد العضوية وغير العضوية على حد سواء، لتمنح الباحثين فرصة نادرة لفهم استراتيجيات التكيف البشري مع التغيرات المناخية في فترة ما بعد العصر الجليدي.