أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم/الخميس/ أن الاستثمار في القدرات الدفاعية بات "ضرورة وجودية" لضمان الأمن والسلام، محذرًا من أن معدلات الإنتاج العسكري الحالية في أوروبا غير كافية مقارنة بالإنتاج الروسي، خصوصًا في مجال الذخائر.
وقال روته، في كلمته أمام قمة الدفاع في براغ التى ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن وحدة الحلف تمثل الركيزة الأساسية للحفاظ على الأمن والسلام في مواجهة التهديدات العالمية المتزايدة، مشددًا على أن الاستثمار القوي في الدفاع هو الضمانة الحقيقية لحماية الحرية والاستقرار.
وأضاف الأمين العام، أن الحلف سيواصل الاعتراف بحق أوكرانيا في أن تكون دولة ذات سيادة مستقلة، مؤكدًا أن "من حقها اتخاذ قراراتها الأمنية بعيدًا عن أي نفوذ روسي"، معتبراً أن هذا المبدأ "أساسي للحفاظ على النظام الدولي ودعم احتياجات أوكرانيا الدفاعية".
وفي سياق آخر، أبرز روته أهمية التعاون بين الناتو ودول منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة التهديدات القادمة، معتبرًا أن الترابط بين الأمن الأوروبي والآسيوي يستوجب استراتيجيات دفاع جماعية وقدرات إنتاج مشتركة.
وتطرق روته أيضًا إلى تأثير السياسة الخارجية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الناتو، مشيرًا إلى أن مواقفه شجعت الدول الأوروبية على زيادة التزاماتها في مجال الدفاع وتحمل مسؤوليات أكبر في مواجهة التهديدات الامنية. وأضاف أن هذه التطورات أسهمت في تعزيز قدرة الحلف على مواجهة التحديات الأمنية بفاعلية أكبر.
واعتبر الأمين العام أن قيادة الناتو تظل حاسمة في التعامل مع التهديدات الهجينة، مؤكّدًا أن وضوح المادة الخامسة من ميثاق الحلف ، والخاصة بالدفاع الجماعي ، يظهر جدية الناتو واستعداده للتصدي لأي تهديدات بشكل فعال، وهو ما يعكس التزام الحلف بالمضي قدمًا في تعزيز الردع والدفاع المشترك.
وتعقد قمة الدفاع في براغ تحت مظلة المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، وتعد منصة رئيسية يجتمع فيها قادة وخبراء وصناع القرار من أوروبا والعالم لمناقشة قضايا الأمن والدفاع، وتعزيز الشراكات في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتنامية.