ذكر برنار هوركاد، الخبير الفرنسي المختص في شئون إيران ومدير الأبحاث في المركز
الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إن المظاهرات التي اندلعت في الأيام الأخيرة في ايران
ما هي إلا نتيجة خيبة أمل الشعب الذي يلقي باللوم على النظام الحاكم بأنه يولي اهتماما
متزايدا بمكانة ايران على الساحة الدولية على حساب الحالة الاقتصادية والسياسية للبلاد.
وقال هوركاد، حول ما إن كانت هناك علاقة بين المظاهرات التي تشهدها حاليا الشوارع
الإيرانية وتجدد التوتر بين طهران والرياض، إنه «لا توجد علاقة بينهما»، مشيرا إلى
أن سوريا تضطلع بدور غير مباشر في الأحداث الجارية.
وأضاف أن الحرب تقترب من نهايتها، وإن إيران هي أحد الدول التي خرجت منها منتصرة،
وذلك لأن النظام الإيراني الحاكم صب اهتمامه في السنوات الأخيرة على شئونه الخارجية
وانفق أموالا لا تعد ولا تحصى على تدخلها في سوريا باعتبارها أولوية بالنسبة لطهران.
ودفع ذلك الأمريكيين إلى عدم رفع العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما تسبب
في أن إلا يحقق الاقتصاد نموا كما كان متوقعا. في حين أن الرئيس روحاني كان قد «روج»
للاتفاق الذي وقعه مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والمجتمع الدولى بشأن برنامج
إيران النووي فى ذلك الوقت قائلا إن ذلك من شأنه أن يعزز اقتصاد البلاد.
ولم يتبق للحكومة، التي تشمل إصلاحيين ومحافظين، وسيلة لإصلاح البلاد، وفضلت
الاهتمام بوضع ايران على الساحة الدولية عن الاهتمام بالاقتصاد الإيراني الراكد.
وأضاف هوركاد، في لقاء أجراه مع الصحيفة الفرنسية «لبيراسيون» اليوم الاثنين،
أن هذه المظاهرات ما هي إلا نتيجة خيبة أمل الشعب الذي توقع أن يشهد انتعاشا اقتصاديا
بعد الاتفاق النووي، لكنه لم يجني ثماره حتى الآن، فكل ما يراه هو قادة يجمعون ثرواتهم
ويعززون من نفوذ أجهزة الأمن والاستخبارات.