تحل اليوم 6 سبتمبر بذكرى ميلاد الفنان الراحل فؤاد المهندس، الذي شكلت حياته الفنية والشخصية مع الفنانة الراحلة شويكار أحد أجمل فصول الفن المصري، فقد ارتبط الاثنان بعلاقة فنية وزوجية مميزة، جعلت منه ثنائيًا كوميديًا خالدًا على خشبة المسرح والسينما.
التقيا لأول مرة خلال مسرحية السكرتير الفني، ومن هناك نشأت رابطة قوية جمعت بين الحب والشراكة الفنية، وقدموا معًا لحظات كوميدية لا تُنسى، أسرت قلوب الجمهور وجعلت اسمهما علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري.
ولد المهندس في 6 سبتمبر 1924 بحي العباسية بالقاهرة، كطفل ثالث في عائلة مثقفة بعد شقيقتيه صفية ودرية، وجاء بعده شقيقه سامي المهندس الذي اشتهر بتشابهه الكبير معه.
والده زكي المهندس كان عالمًا في اللغة العربية، وحول منزله إلى مركز لتعليم اللغة، حيث تلقى فؤاد وشقيقته صفية، التي أصبحت لاحقًا إذاعية بارزة، علومهما الأولى.
شهدت مسيرة فؤاد المهندس الفنية نجاحات كبيرة، وظلت علاقته بشويكار مصدر إلهام وحافز له، إذ شكلت شريكة العمر التي أسهمت في إظهار أفضل ما لديه من موهبة كوميدية وفنية، ورفقت رحلته المسرحية والسينمائية لتكون جزءًا لا يتجزأ من إرثه الفني الخالد.
وعلى صعيد حياته الشخصية، أوضح المهندس في حوارات سابقة أنه لم يترك شويكار بسبب أي علاقة أخرى، وقال: «مسبتش شويكار بسبب فاطمة، أنا فعلاً خطبتها بس قعدت معاها شهرين وسبتها، وماكنتش السبب في إننا نطلق، فاطمة كانت دكتورة ولكنها كانت تريد أن تمثل، وكان الذي بيني وبينها مصلحة فقط».
وأضاف: «العلاقة بينى وبين شويكار تعرضت لمشاكل من قبل كدا، ووصلنا للنهاية، وشويكار كانت واخدة بيت فى المهندسين، خرجت من الشقة بشنطة هدومي وسبت البيت بلا رجعة».
التقى فؤاد المهندس بشويكار للمرة الأولى على خشبة المسرح عام 1963، بعد أن رشحه القدير عبد المنعم مدبولي للمشاركة في المسرحية، وكانت حينها شويكار شابة في مقتبل العمر تبلغ 25 عامًا، وقد فقدت زوجها ووالد ابنتها الوحيدة قبل ذلك بفترة قصيرة.
في البداية، أبدى المهندس تحفظه على مشاركتها في العمل، معلقًا عنها: «دي دلوعة ومبتعرفش تتكلم ولا تتفق طريقتها مع حدود الشخصية في الرواية»، لكنه قرر في النهاية الموافقة بعد أن لم يجد بديلًا مناسبًا لها، لتبدأ بذلك أولى خطوات شراكتهما الفنية التي تحولت لاحقًا إلى علاقة شخصية وزوجية خالدة في تاريخ الفن المصري.
استمر زواجهما حتى عام 1980، وانفصلا خلال عرض مسرحية سك على بناتك، وهو الزواج الذي زاد من أجورهما الفنية بشكل ملحوظ، حيث ارتفع أجر فؤاد من ألف جنيه إلى 3 آلاف جنيه، وشويكار من ألف إلى 1500 جنيه لكل منهما.
رحل فؤاد المهندس في 16 سبتمبر 2006، بعد أسابيع قليلة من وفاة صديقه ورفيق رحلته المسرحية عبد المنعم مدبولي، ليترك إرثًا فنيًا خالدًا بين المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، وبصمة لا تُنسى في قلوب محبيه.