السبت 6 سبتمبر 2025

رحلة الفنان من الشاشة إلى الطرب

هبة مجدي

6-9-2025 | 14:22

موسى صبري
لم يعد الغناء حكراً على المطربين فقط، بل أصبح مجالاً يلجأ إليه كثير من النجوم، بعضهم منطلق من خلفية موسيقية ودراسة أكاديمية، وآخرون مدفوعون بالموهبة، وبين التجربة الجادة والهواية، تعددت التجارب فهناك من بدأ مشواره بالغناء ثم وجد نفسه أمام الكاميرا، ومنهم من عاد للغناء بعد ترسيخ اسمه فى الدراما والسينما، ومنهم من يرى أن الغناء امتداد لأدوات الممثل ليكتمل حضوره الفنى. بين مؤيد يرى فى هذه التجارب إثراءً للساحة الفنية، وناقد يحذر إذا غابت الموهبة والدراسة، يبقى الجمهور هو الحكم الأخير على نجاح الممثل فى عالم الغناء، مثلما حدث مع أسماء نجحت فى الحالتين، وأخرى لم تصمد محاولاتها. كشفت الفنانة الكبيرة يسرا فى تصريح إعلامى، أن بدايتها الفنية لم تكن فى التمثيل كما يعتقد الكثيرون، وإنما فى الغناء، حيث تمتلك الموهبة والحس الموسيقى منذ صغرها. وأضافت يسرا أنها رغم امتلاكها الموهبة الموسيقية، فإنها فضلت فى النهاية أن تتجه إلى عالم التمثيل، لكنها لم تهجر الغناء تماماً، حيث تقدم بين الحين والآخر أغنيات منفردة أو دويتوهات مع مطربين. وأكدت أن الغناء بالنسبة لها هواية مفضلة ووسيلة لإضفاء أجواء من البهجة والإيجابية على جمهورها، خاصة أن معظم أغانيها تحمل رسائل إنسانية تدعو إلى السلام والحب والتفاؤل، وهو ما ساعدها على النجاح والتواصل مع الناس من زاوية مختلفة عن التمثيل. هبة مجدى: أؤمن بأن الممثل الموهوب يمكنه خوض تجربة الغناء أكدت الفنانة هبة مجدى أن وضعها مختلف عن كثير من الفنانين، إذ درست الموسيقى والغناء قبل دخولها عالم التمثيل، مشيرة إلى أن أغنيتها «أسلوب حياة» لم تكن مجرد تجربة عابرة، بل خطوة مدروسة جاءت فى محلها الموسيقي الصحيح. وقالت: أنا مطربة وممثلة، لكن التمثيل أخذ معظم وقتي، ومع ذلك أؤمن بأن الممثل الموهوب يمكنه خوض تجربة الغناء بسهولة، بشرط أن يمتلك الموهبة الحقيقية. وأضافت: أنها ترى الغناء وسيلة تثرى موهبة الممثل، لافتة إلى أنها قد تغنى داخل عمل فنى أو عرض مسرحى، لكنها لا تفكر حالياً فى إصدار ألبوم كامل لأنه يحتاج إلى تفرغ، وهو ما لا يتوافر لديها. وأشارت إلى إمكانية تكرار تجربة الدويتو مع زوجها الفنان محمد محسن، بينما تكتفى حالياً بتقديم أغنيات منفردة سينجل. آيتن عامر: الغناء هواية أحبها.. وجمهورى أول من شجعنى أما الفنانة آيتن عامر فكشفت أن بدايتها فى مجال الفن جاءت من بوابة الغناء، حيث وقعت ثلاثة عقود مع شركة إنتاج موسيقى قبل أن تنطلق فى التمثيل وتحقق نجاحاً أكبر، وأوضحت: الغناء هواية أحبها، وجمهورى أول من شجعنى لأنه يثق فى صوتى، لكن الاحتراف الغنائى مسئولية صعبة وتثير خوفى دائماً. وتابعت أنها اعتادت مشاركة جمهورها مقاطع غنائية عبر الاستورى على السوشيال ميديا، ولاقت تفاعلاً كبيراً شجعها على الاستمرار، وكشفت أن أحد المخرجين قد عرض عليها فكرة تقديم أغنية، وقدمت بالفعل مجموعة أغنيات جديدة حظيت بترحيب واسع من الجمهور. محمد نجاتي: الغناء شغفى منذ الصغر.. وألبومى الجديد يعيد الحلم كشف الفنان محمد نجاتى أن الغناء لم يكن غريباً عليه يوماً، بل كان بوابته الأولى نحو الفن، حيث بدأ مشواره منذ الطفولة بتعلم العود والتدريب على الصوت واللحن وهو فى التاسعة من عمره، ورغم أن الجمهور عرفه ممثلاً أكثر مما عرفه مطرباً، فإن شغفه بالغناء ظل حاضراً داخله، وقال: فى بداية مشوارى، وجهت أكثر إلى التمثيل عبر البرامج التليفزيونية، لكننى أصدرت بالفعل ألبوماً غنائياً على نفقة والدى، بدعم من الموزع وليد فايق، ومازال موجوداً على مواقع الفيديو المصورة، والآن أعود بحلم جديد من خلال ألبوم ينتظر الطرح فى الأسواق. وأشار نجاتى إلى أنه سبق وقدم أغنيات فى عدد من الأعمال، منها مسرحية «ادلعى يا دوسة» مع فيفى عبده، ومسرحية «إن كبر ابنك»، إضافة إلى فيلم «العاصفة» مع الفنانة يسرا. وأكد أن الممثل الحقيقى لا بد أن يمتلك حساً موسيقياً وإيقاعاً داخلياً باعتباره إحدى أدوات التمثيل الأساسية، موضحاً: الموسيقى جزء لا يتجزأ من أدوات الممثل الشامل، كما رأينا عند سعاد حسنى وشادية اللتين نجحتا فى الجمع بين الغناء والتمثيل. وأضاف أن الفنان محمد رمضان فتح الطريق أمام كثير من النجوم لخوض تجارب غنائية إلى جانب التمثيل، معتبراً أن الممثل الذى يفتقد الحس الموسيقى تكون أدواته ناقصة وقدراته محدودة. محمد عز: انطلقت مطرباً.. وأغنية «مجنون» عرفتنى على الجمهور أكد الفنان محمد عز أن مشواره الفنى انطلق من عالم الغناء قبل دخوله مجال التمثيل، حيث برزت موهبته منذ الصغر، واشتهر خلال دراسته بجامعة القاهرة بلقب «مطرب الجامعة»، وحقق نجاحاً لافتاً مع فرقة «أيامنا الحلوة» التى قدمت حفلات مميزة فى الساحل وعلى شاشة التليفزيون. وأوضح عز أن أغنيته الشهيرة «مجنون» جاءت كتجربة فنية خلال وقت فراغه، قائلاً: أحب أن أمارس الغناء لأنه عرف الجمهور بى، ومن الممكن أن أقدم ألبوماً كاملاً وحفلات فى الفترة المقبلة، ولم لا؟ وأضاف أن الغناء يمثل مساحة إضافية لتطوير مهاراته كممثل، ويقوى علاقته بالجمهور، مشيراً إلى أن الجمع بين التمثيل والغناء ليس أمراً جديداً، فقد سبقه إليه كبار النجوم مثل أحمد زكى وسعاد حسنى اللذين برعوا فى المجالين معاً. محمد جمعة: الغناء لم يكن نزوة.. بل حلم مدروس لتحقيق بصمة وكشف الفنان محمد جمعة أن دخوله مجال الغناء لم يأتِ صدفة، وإنما كان ثمرة تفكير طويل ودراسة متأنية، مؤكداً أن أولى خطواته جاءت بالتعاون مع الملحن مدين فى إعادة تقديم أغنية «كلام عنى» التى لاقت نجاحاً واسعاً مع الجمهور، وقال: مدين أشاد بصوتى وطالبنى بتكرار التجربة، ومن هنا أيقنت أن الغناء ليس نزوة عابرة، بل رغبة حقيقية فى ترك بصمة بهذا المجال. وأضاف جمعة أنه قدم بالفعل أكثر من أغنية ونجحت مع الجمهور، لكنه يتأنى حالياً قبل خوض تجربة إحياء حفل غنائى كامل، موضحاً أن حلم الغناء جاء بعد نضج ورغبة صادقة فى إبراز موهبته الغنائية للجمهور. إلهام عبدالبديع: الغناء بالنسبة لى جزء لا يتجزأ من أدوات الممثل أكدت الفنانة إلهام عبدالبديع أن اتجاهها للغناء جاء بدافع التعبير عن موضوعات يصعب إيصالها من خلال التمثيل، مشيرة إلى أن أغنيتها الجديدة «ماشية خايفة» تعكس حالة شخصية عاشتها، وتحاكى واقعاً ملموساً مرت به، وقالت: أستغل أوقات فراغى فى التعبير عن نفسى بالموسيقى، فالغناء بالنسبة لى جزء لا يتجزأ من أدوات الممثل. وأضافت أنها حرصت على التدريب الموسيقي وإتقان أدواته حتى تتمكن من تقديم تجربة غنائية داخل عمل فنى إذا تطلب الأمر، لافتة إلى أن تقديم مشهد استعراضى أو موسيقى أمر وارد جداً، مؤكدة: إذا نجحت مع الجمهور فلن أتردد فى خوض تجربة الحفلات الغنائية. ومع تزايد الجدل حول دخول الممثلين إلى عالم الغناء بين مؤيد يرى أنها تجربة تثري الموهبة ومعارض، رأينا أن نضع القضية تحت مجهر المتخصصين؛ لذلك توجهنا إلى نخبة من الموسيقيين والنقاد للاستماع إلى آرائهم ورؤيتهم حول الظاهرة، وكيف يمكن أن ينجح الممثل فى هذا المجال، وجاءت آراؤهم كالتالى: هانى مهنا: الغناء يحتاج موهبة ودراسة شدد الموسيقار هانى مهنا على أن دخول أى فنان مجال الغناء لا بد أن يستند إلى التخصص والدراسة، مؤكداً أن امتلاك الحس الموسيقى والموهبة شرط أساسى لظهور الإمكانيات الحقيقية أمام الجمهور. وأضاف مهنا أن من حق أى شخص أن يغنى، لكن وفق ضوابط واضحة، مشيراً إلى أن نجاح أى عمل غنائى يتطلب تكامل العناصر من كلمات ولحن وصوت وأداء، بحيث يتم توظيفها بشكل فنى سليم يليق بالجمهور والموسيقى على حد سواء. طارق الشناوى: الجمهور هو الفيصل فى نجاح الممثل كمطرب وأكد الناقد الفنى طارق الشناوى أن دخول الممثلين مجال الغناء أمر طبيعى، موضحاً أن من حق أى فنان أن يجرب صوته وأدواته التمثيلية فى هذا المجال، وضرب مثالاً بالفنان محمد رمضان الذى حقق نجاحاً لافتاً فى الغناء، مشدداً على أن الحكم النهائى يبقى للجمهور: طالما هناك جمهور يسمع ويشاهد، فلا يمكننا أن نمنع ممثلاً من خوض التجربة. وأضاف الشناوى أن معايير النجاح لم تعد تعتمد على الصوت وحده، بل أصبحت ترتكز على الحالة الكاملة التى يقدمها الفنان، وتشمل الحضور والأداء الحركى واختيار الكلمات، فضلاً عن دمج الغناء بالاستعراضات. واختتم قائلاً: فى النهاية، الجمهور هو من يمنح صك النجاح أو الفشل لأى تجربة. ولم يقتصر الأمر على رأى المتخصصين، بل توجهنا أيضاً إلى الجمهور لسماع كلمته بوصفه الحكم الأول والأخير. ترى ابتهال محمد، خريجة كلية الألسن، أن نجاح الممثل فى مجال الغناء لا يرتبط إلا بامتلاكه للموهبة الحقيقية، مؤكدة أن بعض الفنانين استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم على الساحة الغنائية، مثل محمد رمضان الذى أقنع الجمهور بموهبته. وأوضحت أن الحكم دائماً بيد الجمهور، من خلال التفاعل مع الأغنية واستجابته لها، مضيفة: لدينا وعى كامل يميز بين الأغنية الجيدة والرديئة، وما يهمنا هو أن يقدم الفنان محتوى موسيقياً قوياً ومتكاملاً.