تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، حتى من داخل معسكره السياسي، بعد إعلانه التمسك بمنصبه رغم الهزيمة الثقيلة التي مُني بها حزبه في الانتخابات الوطنية في يوليو، مما يعزز احتمالات إجراء انتخابات مبكرة على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وأعلنت إيري أرفيا نائبة وزير الخارجية البرلمانية والمقربة من إيشيبا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تعتزم تقديم مذكرة إلى لجنة انتخابات الحزب تطالب فيها بتبكير موعد سباق القيادة المقرر في 2027، مشيرة إلى أنها أبلغت وزير الخارجية تاكشي إوايا، أحد أبرز حلفاء إيشيبا، بقرارها أمس الجمعة -وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية اليوم السبت.
وفي السياق نفسه، دعا وزير الصناعة السابق كين سايتو المنتمي سابقاً إلى جناح حزبي يقوده إيشيبا، إلى استقالته الطوعية تجنباً لمزيد من الانقسام الداخلي، قائلاً: "من الأفضل أن يتخذ القرار بنفسه".
كما انضم وزير العدل كيسوكي سوزوكي أمس الجمعة إلى مجموعة من النواب المخضرمين المطالبين بانتخابات عاجلة، ليصبح أول عضو في حكومة إيشيبا يعلن ذلك رسمياً. ويُعد سوزوكي جزءاً من جناح يرأسه رئيس الوزراء الأسبق تارو آسو، الذي يتمتع بنفوذ واسع داخل الحزب ويُعرف بدوره كـ"صانع ملوك". وكان آسو قد طالب مطلع الشهر الجاري بانتخابات فورية على زعامة الحزب، في موقف يبرز ابتعاده عن إيشيبا.
وتزايدت الدعوات لتسريع الانتخابات الداخلية مع توالي تصريحات أعضاء في الحكومة يؤيدون ذلك، وسط انتقادات لإخفاق إيشيبا في تحمّل المسؤولية عن خسارة انتخابات مجلس الشيوخ في 20 يوليو.
وكان إيشيبا قد صرّح الثلاثاء الماضي أنه سيتخذ قراراً بشأن مستقبله السياسي في "الوقت المناسب"، لكنه شدد على رغبته في البقاء لمتابعة أهدافه السياسية، رغم إعلان أحد مساعديه البارزين استعداده للاستقالة من منصب حزبي أساسي.
وتبدأ لجنة انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي الاثنين إجراءات التصويت من قبل 295 نائباً ومسؤولاً محلياً من 47 محافظة يابانية لحسم مسألة المضي قدماً في سباق القيادة المبكر.
يُذكر أن إيشيبا تولى رئاسة الحكومة في أكتوبر 2024، لكنه سرعان ما فقد الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب بعد الانتخابات العامة أواخر العام نفسه، مما أضعف موقعه السياسي بشكل كبير.