اختتم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي فعاليات دورته الـ82، بإعلان جوائز حملت بين طياتها توازناً بين الأسماء العالمية والأصوات العربية الصاعدة.
فقد فاز المخرج الأمريكي المخضرم جيم جارموش بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم عن عمله Father Mother Sister Brother، الذي استعرض عبر ثلاث حكايات متوازية في الولايات المتحدة وإيرلندا وفرنسا، قضايا الأسرة والإرث العاطفي. الفيلم جمع نخبة من أبرز نجوم السينما، بينهم كيت بلانشت، آدم درايفر، وتوم ييتس، ومن المقرر طرحه في الولايات المتحدة يوم 24 ديسمبر المقبل.
أما الأسد الفضي – جائزة لجنة التحكيم، فذهبت للمخرجة التونسية كوثر بن هنية عن فيلمها صوت هند رجب، المستند إلى تسجيل صوتي حقيقي للطفلة الفلسطينية هند رجب التي قضت في غزة عام 2024. العمل أثار تفاعلاً استثنائياً في فينيسيا، حيث قوبل بتصفيق متواصل دام أكثر من 23 دقيقة، واختير لتمثيل تونس في سباق الأوسكار 2026 لأفضل فيلم أجنبي.
كما حصد المخرج الأميركي بيني صفدي جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج عن فيلمه The Smashing Machine، الذي وثّق حياة الملاكم مارك كير، مقدماً فيه النجم دوين "ذا روك" جونسون بأداء اعتبر تحولاً درامياً لافتاً في مسيرته.
الجوائز لم تخلُ من حضور شبابي بارز، حيث نالت لونا ويدلر جائزة أفضل ممثلة شابة عن فيلم Silent Friend، فيما فازت المخرجة المغربية مريم التوزاني بجائزة الجمهور عن عملها الجديد، مؤكدة استمرار الحضور القوي للسينما العربية على الساحة العالمية.
مهرجان فينيسيا هذا العام أثبت مجدداً مكانته كمنصة تجمع بين كبار صناع السينما وروادها الجدد، معزِّزاً موقعه كأحد أهم المهرجانات التي تعكس نبض السينما العالمية والإنسانية.