حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، من أن منطقة اليورو قد تواجه "تفككًا فوضويًا ومكلفًا" إذا لم يتم اعتماد إصلاحات جوهرية، مشيرًا إلى أن ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة من 2028 إلى 2035 قد تكون "الأخيرة" إذا استمر الوضع الحالي.
وقال أوربان- في خطاب ألقاه خلال اللقاء السنوي المعروف باسم "اللقاء المدني" بقرية كوتشه جنوب غرب المجر- إن الاتحاد الأوروبي لم يحقق هدفه بأن يصبح قوة سياسية واقتصادية عالمية، مؤكدًا أن مؤسساته غير قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وانتقد غياب سياسة مالية موحدة تدعم عملة اليورو.
واقترح رئيس الوزراء المجري إعادة هيكلة الاتحاد الأوروبي في صورة "دوائر متداخلة"، بحيث تضم الدائرة الخارجية دولًا تتعاون في مجالي الأمن والطاقة مثل تركيا وبريطانيا وربما أوكرانيا، وتليها دائرة خاصة بالسوق المشتركة، ثم دائرة الدول التي تتبنى العملة الموحدة، وأخيرًا دائرة تسعى إلى اتحاد سياسي أعمق. واعتبر أوربان أن هذا النموذج يمنح الاتحاد فرصة أفضل للبقاء خلال العقد المقبل، بحسب تقرير لمنصة "البلقان" الإخبارية".
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال أوربان إن الاتحاد الأوروبي سيبقى "بطة عرجاء" طالما استمرت الحرب، معتمدًا على الولايات المتحدة في مجال الأمن. وأكد أن بروكسل تستخدم الحرب كذريعة لفرض ديون مشتركة، محذرًا من أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيزج الكتلة الأوروبية في صراع دائم مع روسيا، داعيًا بدلًا من ذلك إلى إبرام اتفاق أمني بين الاتحاد وموسكو.
ويعد لقاء كوتشه السنوي هو اجتماع غير رسمي يضم مفكرين من التيار اليميني الوسط وقادة في مجالات الأعمال والسياسة والثقافة، حيث يستعد حزب فيدس الحاكم للعام البرلماني المقبل ويضع الأجندة السياسية.
وعلى الصعيد الداخلي، نظم زعيم المعارضة بيتر ماغيار تجمعًا جماهيريًا بالقرب من لقاء حزب فيدس الحاكم، تعهد خلاله بـ"استعادة المجر" وبناء دولة أكثر ديمقراطية إذا فاز في الانتخابات المقبلة، في تحدٍ مباشر لحكم أوربان المستمر منذ أكثر من عقد.
ويرى مراقبون أن تحذيرات أوربان تعكس قلقًا متزايدًا من تداعيات الحرب في أوكرانيا والانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، في وقت يمكن أن تؤثر فيه أي اهتزازات في تماسك منطقة اليورو على الأسواق الأوروبية والعالمية، بما في ذلك أسواق الطاقة والتجارة المرتبطة بالمنطقة.