خبير: الدول العربية ترى أن
التظاهرات الإيرانية شأن داخلي
المشاط: الدول العربية ليس أمامها إلا
الالتفاف حول مصر
محلل سياسي: طهران لن
تتراجع عن سياساتها الخارجية بسبب الاحتجاجات
"العربي للدراسات": الاحتجاجات نتيجة للاهتمام الإيراني
بالخارج على حساب الداخل
أكد سياسيون أن التظاهرات الإيرانية التي انطلقت في عدد من المدن منذ
خمسة أيام ترفع أهدافاً في صالح الدول العربية بالمطالبة بالكف عن التدخل في شئون
دول المنطقة، موضحين أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لحقوق المتظاهرين
هو استكمال لرغبتها في تغيير النظام الحاكم في إيران، إلا أنه لن يتراجع عن
سياساته تجاه الدول العربية حال استمراره.
ولليوم الخامس تستمر التظاهرات الإيرانية بعد تردي الأوضاع
الاقتصادية والتي رفع المحتجون شعار "اتركوا سوريا واهتموا بنا" وذلك
بعد التدخلات الإيرانية في شئون دول عربية مثل سوريا والعراق ودعم الحوثيين في
اليمن وتهديدها لأمن المنطقة، ووصل عدد القتلى في صفوف المتظاهرين إلى 14 شخصاً،
فيما اعتقلت قوات الشرطة العشرات.
شأن داخلي
قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن الدول العربية ترى
أن التظاهرات الإيرانية المستمرة منذ خمسة أيام هي قضية داخلية لا يجب التدخل
فيها، مضيفاً أن هذه التظاهرات تصب في صالح الدول العربية وخاصة أن المتظاهرين
يرفعون شعار عدم التدخل في مجريات الأحداث في دول عربية كسوريا والعراق واليمن.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن التظاهرات أياً كان ما
ستصل إليه فسيكون مكسبًا للدول العربية لأنه السياسة الإيرانية ستأخذ هذا الحراك
في الحسبان خلال النظر في سياساتها الخارجية سواء تغير النظام أم استمر، مضيفاً أن
الأحداث الداخلية أكثر تأثيراً على السلوك الخارجي للدول، مثلما حدث في تركيا قبل
وبعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016.
وأضاف «سمير» أنه إن لم ينجح الحراك المعارض في طهران في تغيير النظام
فسيجعل النظام يفكر فيما رفعه المتظاهرون من شعارات تطالب بالاهتمام بالشأن
الداخلي الإيراني والكف عن التدخل في سوريا واليمن وربما يتبعه تغيير الأجندة
المتعلقة بالسياسية الخارجية، موضحاً أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية دعمها
للتظاهرات ليس في صالح قضية المحتجين.
وأكد أن الولايات المتحدة تدرك أن تغيير النظام في إيران ليس في
صالحها فلا تريد له أن يسقط وفي الوقت نفسه تريد أن يظل التظاهر شوكة في ظهر
النظام الإيراني، مشيراً إلى أن النظام الإيراني يرى نفسه دائما يواجه دول
الاستكبار العالمي ويقوم على عدائه للولايات المتحدة وإسرائيل وإعلان أمريكا
تأييدها للتظاهر يضر بقضية المتظاهرين.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن الولايات المتحدة ومنذ قيام
الثورة الإسلامية عام 1979 ترى ضرورة الاحتواء المزدوج والاتصال
بالطرفين، مضيفاً بعد قيام ثورة الخوميني واحتجاز أعضاء السفارة الأمريكية لنحو
444 يوماً لم يجد الرئيس الأمريكي حينها جيمي كارتر من يتواصل معه للإفراج عن
الرهائن لأنه لم يكن لأمريكا تواصل بنظام الشاه ولا من الخوميني.
لن تتراجع عن سياساتها الخارجية
من جانبه، قال مدحت حماد، الباحث في الشئون الإيرانية، إن الدعم
الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتظاهرات الإيرانية
المعارضة للنظام والمستمرة منذ خمسة أيام هو تأكيد للسياسة الأمريكية الراسخة تجاه
إيران منذ حكم الرئيس الأسبق جورج بوش والتي أعلنت العداء لكوريا الشمالية وإيران
والعراق في ظل حكم صدام حسين.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن ما تشهده إيران في
الوقت الحالي من تظاهرات لن يجعلها تتراجع عن سياساتها في المنطقة، موضحاً أنها
ربما تتمكن من الخروج من الأزمة في الوقت الحالي وستعمل على إشعال الأوضاع بشكل
أكبر ولن تتخل عن سياساتها بل ستعيد ترتيب الأوراق في إطار هذه السياسيات لإيجاد
موطئ قدم لها في الدول التي تتواجد فيها.
وأوضح حماد أن الولايات المتحدة ترى أن نظام الجمهورية الإسلامية في
إيران يهدد المنطقة وما قاله ترامب ينفي كل من يردد أن الولايات المتحدة وإيران
بينهما مصالح وتوافق خفي، مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ومسئولين
في البنتاجون ونائب الرئيس الأمريكي منذ منتصف أكتوبر وحتى اليوم يؤكدون دعمهم لأي
تغيير في إيران.
وأشار إلى أن هناك موقف عربي يؤيد تغيير نظام الحكم الإيراني بسبب
سياساته في المنطقة وأدى الأمر إلى انقسام دول مجلس التعاون الخليجي بسبب إيران،
مضيفاً أن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين يؤيدون الحراك في ظل ترقب
الكويت وسلطنة عمان أما قطر فهي تدعم إيران.
صراعات وحروب في المنطقة
وقال الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلاقات الدولية، إن الغرب
والولايات المتحدة الأمريكية يكررون ما فعلوه خلال فترة الربيع العربي الآن مع ما
يحدث في إيران من احتجاجات، مضيفاً أن تغيير النظام الحاكم في إيران نتيجة هذا
الحراك سيمثل إنقاذًا لما تبقى من الدول العربية التي لم تتواجد إيران كما فعلت في
سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن النظام الإيراني إذا
استمر في الحكم وسيطر على التظاهرات فسيدخل ذلك المنطقة في صراعات وحروب مباشرة
طويلة المدى لإنهاك الدول العربية، مضيفاً أن الدول العربية ليس أمامها حل في
الوقت الحالي سوى الالتفاف حول الدولة المصرية.
وأوضح «المشاط» أنه آن الأوان في الوقت الحالي لتفعيل اتفاقية الدفاع
العربي المشترك التي عقدت عام 1950 في ظل المخاطر التي تهدد الدول العربية.
الاهتمام بالخارج أكثر من الداخل
فيما قال الدكتور محمد سعيد صادق، رئيس المركز العربي للدراسات
السياسية، إن ما يحدث في إيران من تظاهرات في الوقت الحالي هو نتيجة طبيعية
للسياسات الإيرانية عبر السنوات الطويلة السابقة، مضيفا أن هناك اهتمام بالشأن
الخارجي على حساب الداخل وسياسات للقمع فضلا عن أن طائفة الأحواز لم تحصل على
حقوقها.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن كل هذه الأمور أدت إلى
تفاقم الأحداث في النواحي المجتمعية والاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، موضحا أن
الولايات المتحدة الأمريكية للتظاهرات والتي أعلنت أنها مع المطالبات وحقوق
المتظاهرين في طهران، ربما مارست نوعا من الضغط النفسي على إيران من خلال التلويح
بفض الاتفاقية التي عقدت بين إيران والرئيس السابق باراك أوباما.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوح بالعقوبات الاقتصادية وهي
ضغوط ساهمت في التظاهرات الإيرانية، مضيفا أن التظاهرات ستستمر وعلى إيران أن تغير
نهجها، إلا أن الإشكالية في الصعوبة التي يواجهها حسن روحاني الرئيس الإيراني في
التخلي عن سياسات إيران، وربما يصدر قرارات للتهدئة من المؤسسات الإيرانية لأنها
لا تصدر من الرئيس فقط إنما المرشد الأعلى والذي سلطته تكون أعلى من الرئيس.