الثلاثاء 9 سبتمبر 2025

تحقيقات

أهالي مدينة غزة يتحدون إرهاب الاحتلال: نرحل إلى السماء ولا نترك أرضنا

  • 9-9-2025 | 16:47

أهل غزة

طباعة
  • محمود غانم

يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في هذه الأثناء، مجازر مروعة في مدينة غزة شمال القطاع، في محاولة لبث الرعب في نفوس السكان ودفعهم إلى النزوح، غير أن الأهالي يواصلون التشبث بأرضهم رافضين ترك منازلهم، بلسان يقول: "سنرحل إلى السماء، ولن نترك أرضنا".

نرفض أوامر النزوح

وفي ظل قصف مكثف أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، أصدر جيش الاحتلال، اليوم، أوامر جديدة لسكان المدينة بإخلائها والتوجه نحو جنوب القطاع، إلا أن أهالي غزة رفضوا تلك الإنذارات، مؤكدين تمسكهم بأرضهم، وأنهم إن نزحوا فسيكون نزوحهم "إلى السماء لا إلى الجنوب".

ونظم آلاف الفلسطينيين في المدينة، اليوم، مسيرة حاشدة للتأكيد على رفضهم أوامر الاحتلال بإخلاء بيوتهم، مجددين تمسكهم بحقهم في البقاء على أرضهم رغم استمرار القصف والتدمير.

المتظاهرون أطلقوا على المسيرة اسم "مسيرة الأكفان"، حيث أكدوا فيها رفض كل مخططات التهجير التي تحاول إسرائيل فرضها تحت وطأة القصف والحصار، حسب وسائل إعلام.

ويوجد في مدينة غزة وشمالها أكثر من 1.2 مليون إنسان، ثابتين في أرضهم، يرفضون بشكل قاطع النزوح نحو الجنوب، رغم شدة القصف والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول تنفيذ جريمة "التهجير القسري" المخالفة لكل القوانين الدولية، حسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

وحذر مجلس الوزراء الفلسطيني، اليوم، من خطورة أوامر إخلاء مدينة غزة؛ لما تحمله من تهجير قسري لمئات الآلاف وتفاقم المأساة الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عملية وفورية لوقف الجرائم وإنهاء الكارثة المستمرة منذ عامين.

فضح الجرائم على السوشيال ميديا

ومن جانبهم، تداول فلسطينيون رسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكدوا فيها أن مدينة غزة تشهد في هذه الأثناء ما وصفوه بـ"مجزرة تشريد غير مسبوقة في التاريخ الحديث"، مشيرين إلى أن نحو مليون ونصف المليون مواطن يتعرضون لمحاولات إخراج قسري من بيوتهم وخيامهم وأحيائهم، تمهيدًا ـ بحسب الرسالة ـ "للسيطرة على المدينة واحتلالها ثم الاستيطان فيها".

وأضافت الرسالة أن سكان المدينة يواجهون خيارين أحلاهما مر: "إما الموت في بيوتهم أو الموت في جنوب قطاع غزة"، على مرأى ومسمع العالم "دون أن يتحرك أحد لوقف ما اعتبروه تطهيرًا عرقيًا".

وأرفق المتداولون مع رسالتهم وسمًا بعدة لغات للتنديد بما يتعرض له القطاع، من بينها: ‎#غزة، ‎#غزة_تحت_القصف، ‎#Gaza، ‎#GazaGenocide، إلى جانب وسوم بلغات أوروبية وعالمية عدة.

قصف المدينة

وأفاد الدفاع المدني في مدينة غزة، اليوم، بأن إسرائيل قصفت خلال 72 ساعة خمس أبنية سكنية يزيد ارتفاع كل مبنى عن سبعة طوابق وتضم بمجملها 209 شقق، مشيرًا إلى أن كل شقة تؤوي على الأقل 20 شخصًا في ظل الطوارئ الحالية، أي أن أكثر من 4100 طفل وامرأة وكبير سن أصبحوا بلا مأوى.

وخلال ذات المدة جرى تدمير أكثر من 350 خيمة نازحين، كل واحدة تؤوي 10 أشخاص، أي نحو 3500 شخص فقدوا ملاذهم.

وبذلك، يكون قد أصبح خلال 72 ساعة نحو 550 عائلة، أي حوالي 7600 إنسان يعيشون الآن في العراء، محرومين من أبسط مقومات الحياة، يصارعون الموت والجوع والحر، في مشهد كارثي لا يطاق، وفقًا للدفاع المدني.

وحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية، اليوم، فإن قصفًا على منزل بمحيط دوار القوقا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين، فضلًا عن فقدان آخرين.

كما أن مدفعية الاحتلال استهدفت شرق غزة، في حين أطلقت مسيّرة إسرائيلية قنابل متفجرة في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة، وفقًا للمصدر ذاته.

وفي المنطقة الشمالية الغربية للمدينة، دمرت طائرات الاحتلال ثلاثة منازل.

أوامر الإخلاء

ومنذ أيام، يحث جيش الاحتلال أهالي المدينة على مغادرتها، تحت ذريعة أن البقاء فيها خطر، حيث كانت آخر رسائله في هذا الإطار، ما قاله المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، صباح اليوم.

وقال أدرعي: "بقاء السكان في المدينة يعتبر في غاية الخطورة"، محذرًا من أن "جيش الدفاع سيتحرك بقوة شديدة في المنطقة"، حسب قوله.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة