أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، اليوم الثلاثاء، فعاليات المحور العاشر من محاور منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه، تحت عنوان "الثقافة الرقمية وصناعة المحتوى وتأثير السوشيال ميديا على الوعي الثقافي"، ضمن برامج وزارة الثقافة.
بدأت الفعاليات بمحاضرة لكرم ربيع مدير عام فرع ثقافة الجيزة، الذي أوضح أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ترك أثرا كبيرا على الوعي الثقافي، من خلال مساهمتها في نشر الثقافة وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وتوفير منصات للحوار والتعبير الفني ودعم التنوع الثقافي عبر تبادل الأفكار والمعارف.
وأضاف ربيع أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم ما تتيحه من فرص إيجابية، أفرزت في المقابل تحديات عديدة مثل التجانس الثقافي وانتشار المعلومات الخاطئة وفقدان الهوية المميزة، الأمر الذي استدعى إطلاق برامج لمحو الأمية الرقمية لتعزيز الاستخدام النقدي والواعي لهذه المنصات.
وأشار إلى أن هذه الوسائل، برغم سلبياتها، لا يمكن إغفال ما تملكه من جوانب إيجابية في نقل الثقافات وتبادل المعارف وتعزيز الفهم المتبادل وزيادة التنوع الثقافي. كما أنها تمثل منصات للحوار وتتيح للأفراد تناقل تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم بما يدعم الروابط الاجتماعية ويقرب بين الثقافات على اختلاف المسافات الجغرافية.
كما لفت إلى تحديات إضافية تتمثل في فقدان الهويات المحلية نتيجة التجانس الثقافي، وضعف المعايير الثقافية التي قد تدفع الشباب للامتثال لصور نمطية محددة. وأضاف أن منصات السوشيال ميديا قد تصبح مجالا لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة والمحتوى المنحاز أو الخاطئ، بما يؤثر على الوعي العام ويضعف المصداقية، فضلا عن تراجع القيم الأخلاقية بفعل بعض المحتويات غير الملائمة.
وفي ختام اللقاء، قدم ربيع عددا من التوصيات لمواجهة هذه التحديات، أبرزها ضرورة تفعيل برامج محو الأمية الرقمية لمساعدة المستخدمين على التعامل النقدي مع المحتوى وفهم آثاره السلبية، مع تعزيز دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في التوجيه السليم، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية المسئولية الفردية في الالتزام بالأمانة والأخلاق عند النشر وتجنب الشائعات حفاظا على الوعي المجتمعي.
ينفذ المنتدى من خلال الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، برئاسة أميمة مصطفى، وتستمر فعالياته حتى بعد غد الخميس ويقدم أونلاين بهدف تنمية مهارات العاملين بقصور الثقافة، وإكسابهم معارف متجددة في مجال الثقافة الرقمية وفهم أدواتها بفعالية.