الأربعاء 10 سبتمبر 2025

ثقافة

محمد خليفة التونسي.. صوت العقل في الأدب العربي

  • 10-9-2025 | 15:01

محمد خليفة التونسي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

يُعد محمد خليفة التونسي أحد الأعلام البارزين في المشهد الثقافي العربي في القرن العشرين، جمع بين الشعر، والترجمة، والفكر المستنير، كان صوته مزيجًا من أصالة الريف المصري وعمق التجربة العربية في مواجهة قضايا الأمة، نشأ وترعرع في كنف صعيد مصر، وتربى على القيم الدينية والتعليم الأزهري، لكنه انفتح في شبابه على الفكر العقلي والنقدي، متأثرًا بمعلمه الأديب الكبير عباس محمود العقاد، تنقل بين ميادين التعليم، والصحافة، والترجمة، وترك بصمات واضحة في كل منها.

ولد محمد خليفة التونسي في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر 1915، في قرية تونس بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وينتمي لعائلة "البدارات" إحدى أكبر عائلات القرية، تلقى تعليمه الأولي في كتاب القرية ثم في معهد أسيوط الديني، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة تجهيزية دار العلوم للمرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بكلية دار العلوم بالقاهرة ويتخرج فيها عام 1939، استمر في تحصيل العلم حتى نال دبلوم الدراسات العليا عام 1955.

بدأ التونسي كتابة الشعر منذ المرحلة الثانوية، وصدرت له أولى مجموعاته الشعرية "العواصف" وهو في العشرين من عمره، حيث تميز شعره بحس فلسفي عميق يؤمن بالقوة الحكيمة، ومن أشهر أعماله الشعرية ديوان "الأسرة أصولًا وفروعًا"، الذي يعكس مشاعره المتوهجة وقدرته على التعبير عن الموضوعات اليومية بأسلوب شعري مميز.

عمل التونسي مدرسًا من عام 1939 حتى عام 1972، ثم انتقل إلى الكويت حيث عمل في مجلة "العربي"، وحظي بدعم ورعاية من الشيخ جابر العلي الصباح، كان من تلاميذ الأديب الكبير عباس محمود العقاد، الذي أثر في تفكيره ونظرته المتفتحة، فكان دائم الحث على استخدام العقل والإيمان.

تميز التونسي أيضًا بترجماته، حيث قام بأول ترجمة عربية كاملة لـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، والتي قدمها بنفسه، واعتبرت مرجعًا هامًا، كما كتب وترجم عدة أعمال أخرى في مجالات الشعر، الفلسفة، والدين، من بينها: "أسر اللغات السامية"، "كنوز التلمود"، و"تأملات حرة في الدين والفلسفة والأدب والفن".

ترك محمد خليفة التونسي إرثًا ثقافيًا غنيًا بين الشعر، النقد، والترجمة، وظل صوتًا متميزًا في الفكر العربي حتى وفاته في 11 يناير 1988 في الكويت.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة