استضاف المجلس الأعلى للثقافة بإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة؛ فعاليات ملتقى الشارقة للسرد في دورته الحادية والعشرين على مدى يومين، إذ شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية فعاليات اليوم الأول، وأقيمت فعاليات اليوم الثاني بمقر المجلس الأعلى للثقافة.
وضمت فعاليات اليوم الثاني ثلاث جلسات، جاء عنوان إحداها "الذكاء الاصطناعي وأثره في تحلل الرواية من شرطها الإنساني"، وأدارها الدكتور السيد نجم، والذي أكد أنه لا يوجد رفض للذكاء الاصطناعي، وأننا لسنا جميعًا رافضين الذكاء الاصطناعي ولسنا مؤيديه جميعًا.
وقدم الدكتور عادل ضرغام وكيل كلية دار العلوم بجامعة الفيوم ورقة بحثية بعنوان "تحديات الذكاء الاصطناعي في الكتابة القصصية والروائية من حماسة الاستبدال إلى تعاونية التأليف"، قال فيها: "إن ما قدمه الذكاء الاصطناعي في السـنوات الأخيرة في المجالات العديدة، وخاصة في المجال الإبداعي شـيء يدعو إلى القلق، فقد صممت برامجه- کما يشـير المتحمسـون لنتائجه- للوصول إلى فهم النصـوص وتوليدها تمامًا مثل البشـر، اعتمادًا على كم هائل من البيانات، وهي -أي هذه البرامج والروبوتات۔ تمتلك القدرة على الاستـدلال الجزئي من سـياقات هذه البيانات، لتشكيل نتاج نوع من الاتساق البنائي الذي قد يشير إلى مساحات من التشابه مع المنجز البشـري، فالـذكاء الاصطناعي كما يشـيـر مصطفى أمين صوفي (هـو الأنظمة التي تحاكي الذكاء البشـري، لأداء المهام التي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها، فالذكاء الاصطناعي يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات، أكثر من تعلقه بشـكل معيـن أو وظيفة معينة، وهدفه الأسـاسي تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشـكل كبير)، فالمتحمسون للذكاء الاصطناعي يشيرون إلـى امتلاكه قدرات غير مسبوقة تعزّز الإبداع والكفاءة، وتسـهل عملية السرد القصصي، وتساعد أيضًا في توليد الأفكار، وتطوير الحبكات، وبناء الشخصيات، وتساعد الكتاب للتغلب على مشكلة التوقف عن الكتابة أو الحبسة، من خلال استكشاف مناح سردية جديدة، وقد أشار كثير من الدارسين إلى القيمة الإضافية الإيجابية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السرد القصصي أو الروائي".
فيما تحدث عن تحديات الذكاء الاصطناعي في الكتابة القصصية والروائية، وتساءل: هل الذكاء الاصطناعي بديل أم أداة؟
وجاءت الورقة البحثية التي قدمها الدكتور محمد زيدان، الناقد والكاتب، بعنوان "بلاغة التلفيق في السرد الروائي المعاصر المجازات الخفية للذكاء الاصطناعي، وتحدث فيها عن المجازات الخفية للذكاء الاصطناعي، مجازات السيولة السردية ومجازات التشابه البنائي وبناء مجازات الدمج المعرفي، وتحديات رسوخ المصطلحات النقدية، ومجازات التفاعل بين المواقف.
وعرض زيدان لنظرية السرد واتجاهاته في النقد الحديث والعناصر المشكلة لبنية السرد والحدث وعلاقات الزمن والشخصيات.
أما الدكتورة هويدا صالح فقدمت ورقتها البحثية بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتحلل الشرط الإنساني في الرواية دراسة حول ما بعد الإنسانية، التأليف الخوارزمي، والتحولات الأدبية العالمية، متحدثة عن التخوفات من حلول الآلة محل الإنسان، إضافة إلى التأثيرات المتعـددة الأوجه للذكاء الاصطناعي على الرواية، مع التركيز بشكل خاص على دوره في تحلل الشرط الإنساني داخل السـرديات الأدبية، وزعزعة التصورات التقليدية لذلك الشرط الإنساني. ستعرض الورقة التأثير الأوسع للذكاء الاصطناعي على الأدب والفنون، وكيف لا يقصي الـذكاء الاصطناعي "الإنسان" من الأدب، بـل يجبـر على إعادة تعريفه. يتبعها تحليل تفصيلـي لتأثيره الخاص على شكل الرواية. كما تقدّم أمثلة لأعمال أدبيـة عالمية وعربية تأثرت بالـذكاء الاصطناعي أو تم إنتاجها من خلاله بشكل مباشر.
تستكشف الورقة العلاقة العميقة بين الـذكاء الاصطناعي وما بعد الإنسـانية (Posthumanism)، وكيف يعيد الفكر بعد الإنسـاني تشكيل فهمنا لمستقبل الرواية. ومن خلال مراجعة شاملة للدراسـات الحاليـة والأمثلة الأدبية، تجـادل الورقة بأن الـذكاء الاصطناعي، رغم مـا يقدمه من إمكانات إبداعية جديدة، يطرح تحديات جوهرية لمفاهيم التأليف، والأصالة وجوهر التعبير الإنساني في السرد. وتستند هذه الورقة إلى نظرية ما بعد الإنسانية (هايلز، هاراوي)، ومحـاكاة الوعي (بودريار)، وأطر المخاطر الوجودية (بوستروم) لاستكشاف كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مفاهيم الإبداع، والفاعلية، والتأويل في الرواية.
من جهتها قدمت الدكتورة إيمان عصام خلف أستاذ الأدب العربي المساعد بكلية دار العلوم جامعة المنيا، ورقة بعنوان "الرواية المؤتمتة من الإبداع الإنساني إلى الخوارزمية السردية قراءة في روايات الذكاء الاصطناعي"، وتحدثت عن الشرط الإنساني وأهميته في العمل الأدبي، وأثر الذكاء الاصطناعي على القدرة الإبداعية في الأدب، وأشارت إلى تعريف الرواية المؤتمتة ومفهومها وخصائصها وأنواعها، متحدثة عن الرواية المؤتمتة بين أنسنة الآلة وآلية الإنسان، وتفكك الشرط الإنساني في سرد ما بعد بشري، ومقبولية الأعمال المؤتمتة عند المتلقي التقليدي والتقني.
