رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مكتباً لحركة "حماس" في العاصمة القطرية (الدوحة) يفاقم عزلة إسرائيل الدولية، في وقت تعتزم فيه دول غربية كبرى، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا، الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبينما تواجه (تل أبيب) تهديدات بعقوبات أوروبية وسط تراجع غير مسبوق في شعبيتها بالغرب.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة تعتبر "ضربة في صميم الجهود التفاوضية" وحملت في طياتها رسالة واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها أن "زمن التفاوض قد انتهى".
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، ظل يلمح خلال الأسابيع الماضية إلى أنه لم يعد معنيًّا بمواصلة المفاوضات، وأنه يراهن على الضغط العسكري لدفع "حماس" إلى الاستسلام والإفراج عن جميع الرهائن.
ولفتت إلى أن إسرائيل انسحبت في يوليو الماضي من جولة محادثات بوساطة عربية وأمريكية، رغم أن بعض الوسطاء كانوا يعتقدون أن "حماس" على وشك قبول هدنة مؤقتة تتيح الإفراج عن نصف الرهائن. إلا أن نتنياهو أعلن الشهر الماضي رفضه أي اتفاق جزئي، بعدما أعلنت "حماس" موافقتها على الصيغة السابقة.
وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية تمضي قدماً في هجوم عسكري للسيطرة على مدينة غزة، رغم تحذيرات قادة الجيش والأجهزة الأمنية من التداعيات، وذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والداخلية لإنهاء الحرب.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن نتنياهو حدّد خمسة مبادئ لإنهاء الحرب، تشمل الإفراج الكامل عن الرهائن ونزع سلاح "حماس"، وهي شروط رفضتها الحركة حتى الآن.
كما اعتبرت أن الغارة على الدوحة "تجسد قناعة نتنياهو بأن الضغط العسكري وحده هو الكفيل بدفع حماس إلى التنازل"، حتى لو كان ذلك على حساب المسار الدبلوماسي.
ونقلت عن جنرالات إسرائيليين سابقين تحذيرهم من أن استهداف قيادة "حماس" في الخارج يقضي على أهم قناة للتفاوض من أجل استعادة الرهائن.. فيما أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن المحادثات أصبحت "ميتة عملياً" بعد هذا الهجوم.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالتأكيد أن الضربة في الدوحة تبرز نفاد صبر إسرائيل تجاه الوساطة القطرية، حيث نقلت عن محللين إسرائيليين قولهم إن "المسار الذي تقوده الدوحة لم يعد يحقق النتائج المرجوة بالنسبة لتل أبيب".