أعلن وزير الداخلية في الحكومة الفرنسية المستقيلة، مشاركة حاشدة لنحو 200 ألف شخص في الاحتجاجات التي انطلقت اليوم /الأربعاء/ ضمن التحركات الاجتماعية واسعة النطاق تحت شعار "لنغلق كل شيء" في جميع أنحاء فرنسا.
وأدان وزير الداخلية - خلال مؤتمر صحفي عُقد عقب اجتماع لخلية إدارة الأزمات الوزارية لمتابعة تطورات احتجاجات اليوم - محاولات لقطع الطرق، مشيرا إلى أن قوات الأمن قاموا برفع حواجز من نحو 50 مكانا في جميع أنحاء البلاد، من عدة طرق سريعة ومن أمام مستودعات، معتبرا أن الذين أرادوا شل وعرقلة البلاد فشلوا في ذلك.
وفي وقت سابق اليوم، كانت وزارة الداخلية قد سجلت مشاركة نحو 175 ألف شخص في احتجاجات ومظاهرات اليوم في جميع أنحاء البلاد، كما سجّلت الوزارة 812 فعالية، منها 550 مظاهرة و262 محاولة لإغلاق وعرقلة الطرق في فرنسا.
وأفادت الوزارة بتوقيف 473 متظاهرا، من بينهم 203 في باريس، بينما أصيب 13 عنصرا من قوات الأمن بجروح طفيفة خلال اشتباكات مع بعض المتظاهرين.
وفي باريس، اندلعت اشتباكات في حي "شاتليه" بين بعض المتظاهرين والشرطة التي اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، بينما اشتعلت النيران في واجهة مبنى خلال الاحتجاجات في "ليه هال" في وسط المدينة، وسرعان ما تدخلت رجال الإطفاء لإخماده. وأعلنت - من جانبها - المدعية العامة في باريس، فتح تحقيق في أضرار ناجمة عن حريق اندلع في واجهة مبنى بحي "شاتليه"، لمعرفة ملابسات الحادث. ووفقا لها، "بالنظر إلى المعلومات المتوفرة، يُحتمل أن يكون الحريق عرضيا نتيجة تدخل قوات الأمن".
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في باريس وتزايدت أعداد المتظاهرين في ساحة "شاتليه" وفي ساحة "الجمهورية"، في قلب باريس، حيث شارك آلاف المواطنين في مظاهرات احتجاجا على مقترحات الميزانية الجديدة التي قدمها رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو، والتي تشمل من بينها تقليص نفقات تصل إلى 43.8 مليار يورو بهدف الحد من العجز المتنامي.
كما تظاهر آلاف من الفرنسيين في عدة مدن في جميع أنحاء البلاد، في مارسيليا، وفي نانت، وفي ليون، وفي بوردو.
وانطلقت هذه الحركة - قبل عدة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي - وهي حركة مدنية تدعمها بعض النقابات واليسار الراديكالي، وكانت تهدف إلى عرقلة وشل فرنسا، من خلال تنظيم مظاهرات وإضرابات اعتراضا على مقترحات الميزانية الجديدة التي قدمها بايرو.