الخميس 11 سبتمبر 2025

عرب وعالم

الجارديان: "سلبية الغرب" سمحت لنتنياهو بتجاوز كل الخطوط الحمراء

  • 10-9-2025 | 22:44

صورة أرشيفية

طباعة
  • دار الهلال

علقت صحيفة الجارديان البريطانية، على الضربة التي وجهتها إسرائيل للأراضي القطرية، وألقت باللوم على سلبية أوروبا التي لعبت دورا في تعزيز قناعة نتنياهو بقدرته على تشكيل مستقبل الشرق الأوسط واستشهدت في ذلك بتساؤل طرحته والدة أحد الرهائن المحتجزين في غزة وهي تعبر عن خيبة أملها، عقب الغارة الجوية الإسرائيلية على قطر أمس الثلاثاء قائلة: "لماذا يصر رئيس الوزراء على نسف أي اتفاق يقترب منه؟" وقالت إنه لكل من شكك في التزام بنيامين نتنياهو بالحرب التي شنها بعد 7 أكتوبر، فإن محاولة القضاء على فريق حماس التفاوضي لوقف إطلاق النار في الدوحة قدمت تأكيدا قاطعا على أن السلام -وعودة الرهائن الإسرائيليين - في ذيل قائمة أولويات رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالية.

وذكرت الصحيفة - في مقالها الافتتاحي - أنه من غير الواضح مدى قرب قيادة حماس من تأييد مقترحات وقف إطلاق النار التي دعمها دونالد ترامب - والتي كانت تتم مناقشتها في العاصمة القطرية (الدوحة) مع ذلك، فإن ضربة نتنياهو ضمنت عدم موافقة مفاوضيها على الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا في أي وقت قريب.. وسارعت الدولة العبرية إلى التصريح بأن الهجوم كان ردا على إطلاق النار الذي تبنته حماس في القدس أمس الأول الاثنين، والذي قتل فيه ستة أشخاص؛ لكن ذلك حدث أيضا في الوقت الذي أمر فيه الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة بالكامل، تمهيدا لغزو شامل سيجلب المزيد من الموت والدمار لسكان يعانون من الجوع والصدمة.

وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن إنهاء المعاناة لا يتوافق مع أهداف نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف الذين تعتمد عليهم حكومته. ولكن في مواجهة هذا التعنت المليء بالإزدراء لصعوبة الأوضاع- والأدلة المتزايدة على أن هذه الأهداف تشمل إقامة "إسرائيل الكبرى" الممتدة إلى ما بعد حدود عام 1967 - فإن رد فعل الغرب جبان وغير كاف على نحو مؤلم.

وأشارت الجارديان إلى أنه في حين يصدر ترامب مواعيد نهائية تتجاهل الوضع ودعوات فارغة للسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر نتنياهو القوة العسكرية المستمدة من الولايات المتحدة للتصرف وهو آمن من العقاب، ويضرب الأهداف من جانب واحد متى وأينما شاء. ومع ذلك، ورغم انتقاد ترامب لإسرائيل بعد هجوم يوم الثلاثاء لانتهاكها سيادة حليف للولايات المتحدة، إلا أنه حرص أيضا على الموافقة على الهدف العام المتمثل في القضاء على حماس. فبالنسبة لترامب، يبدو أنه لا توجد خطوط حمراء حقيقية يمكن لحكومة إسرائيل المتطرفة تجاوزها.

واستشهدت الصحيفة بتقرير حديث صادر عن أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، والذي خلص إلة أنه يجب على بريطانيا أن تكون أكثر جرأة وحزما في الإجراءات التي ترغب في اتخاذها لعزل حكومة ترتكب جرائم حربها على مرأى من الجميع. كما يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتبع الخطاب المألوف بإجراءات عملية، مصممة بهدف تحقيق أثر اقتصادي ملموس. وفي نهاية المطاف، فإن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على إجبار رئيس وزراء إسرائيل الإسرائيلي على إنهاء حملته للإبادة الجماعية في غزة. لكن سلبية أوروبا لعبت دورا في تعزيز قناعة نتنياهو بقدرته على تشكيل مستقبل الشرق الأوسط وفقا للمخططات المتطرفة لزملائه في الحكومة من اليمين المتطرف.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية، والتي سيعقد بعضها في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، تحمل رمزية مرحبا بها. ولكن مع زعزعة قنابل نتنياهو استقرار منطقة الخليج الأوسع، واستعداد سكان غزة المدنيين للأسوأ مجددا، واستمرار الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية، فإن الرمزية وحدها لا تكفي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة