نجحت شركتا "أنجلو أمريكان" البريطانية متعددة الجنسيات و"تيك ريسورسيز" الكندية، هذا الأسبوع، في إتمام صفقة اندماج ضخمة بقيمة 50 مليار دولار، لطالما ظلت حلما يراود مجالس إدارات الشركتين على مدار أجيال عديدة.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الشركتين "أنجلو" و"تيك" نجحتا أخيرا في دمج أنشطتهما في منجمي نحاس متجاورين، لا يفصلهما سوى بضعة كيلومترات، على قمم جبال الإنديز في شيلي.
وأوضحت، تمتلك كل شركة منجم نحاس ضخماً يستخرج نفس الخام، ولا يفصل بينهما سوى بضعة كيلومترات، وقد بقي دمج منجمي "كولاواسي" التابع لشركة "انجلو أمريكان"، و"كويبرادا بلانكا" التابع لشركة "تيك ريسوسيز"، الذي تخطط الشركتان دمج عمليات الإنتاج بهما عبر استخدام "حزام ناقل" بطول 15 كيلومتراً، بمنزلة الحلم بعيد المنال الذي لطالما راود أجيالا متعاقبة من المديرين التنفيذيين، نظراً للدفعة الإنتاجية القوية التي يُتوقع حدوثها مع دمج مرافق المعالجة بين المنجمين.
وذكرت الصحيفة أن الشركتين "أنجلو" و"تيك" نجحتا قبل تنفيذ الصفقة في صد محاولات استحواذ عدائية، وخضعتا في الوقت نفسه لعمليات إعادة ضبط استراتيجي للتركيز على خام النحاس وإنتاجه.
وقد رفضت من جانبها شركة "أنجلو" عرضاً بقيمة 39 مليار جنيه إسترليني من "بي إتش بي" العام الماضي، وشرعت في إعادة هيكلة جذرية للشركة لبيع أصول غير أساسية في الفحم والبلاتين والماس.
من المتوقع أن تصبح شركة "أنجلو تيك" من أكبر خمس شركات مناجم نحاس على مستوى العالم، بحجم إنتاج يصل إلى 1.35 مليون طن سنوياً.
ويرى مراقبون أنه في حال اكتمال الصفقة ونجاحها، فستكون أكبر صفقة تشهدها صناعة المناجم العالمية في عشر سنوات.
بموجب الصفقة المعلنة، من المقرر أن تتبادل شركة "انجلو" 1.33 سهم مقابل كل سهم من شركة "تيك"، وعمليا هي صفقة بدون علاوة، مما سينتج عنها شركة مملوكة بنسبة 62 في المائة لمساهمي "أنجلو" ويقودها الرئيس التنفيذي لـ"أنجلو"، دونكان وانبلاد.
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن الصفقة جاءت في لحظة كانت كلا الشركتين تتعرض لضغوط وتعاني بعض الصعوبات. فقد تراجع سهم شركة "تيك" بصورة حادة على مدار العام الماضي، فاقداً 20 في المائة من قيمته، ويعود ذلك بشكل كبير إلى تراجع إنتاج منجم "كيوبرادا بلانكا"، مشروعها التعديني الأبرز.
كما أن برنامج شركة "أنجلو" للتخلص من الأصول تعرض أخيراً للعديد من الإحباطات، ومنها على سبيل المثال، محاولة انسحاب شركة "بيبودي إنيرجي" من الصفقة التي تم الموافقة عليها العام الماضي لشراء مناجم الفحم التابعة لـ"أنجلو"، في أعقاب حدوث انفجار في أحد المشروعات.
وقد قفز سهم الشركتين عقب الإعلان عن الصفقة، وسط تفاؤل في الأسواق بأن الدمج سيعزز العوائد التشغيلية والإنتاجية.
ويقول محللون إن الصفقة قد تشكل "درعاً دفاعياً" أمام محاولات الاستحواذ العدائية، بعد أن أصبحت كل من "أنجلو" و"تيك" هدفاً مغرياً في ظل تراجع أداء أسهمهما سابقاً.