فيما تستمر المظاهرات المناوئة للنظام في إيران، ويتسع نطاقها في عدد من المدن الإيرانية، وسط مخاوف من تحولها إلى أعمال عنف واشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، تتواصل وتتباين ردود الفعل الدولية والإقليمية على هذه الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن إيرانية منذ أكثر من ستة أيام، وتراوحت ما بين مؤيد للمظاهرات، وقلق بشأن تطوراتها، ومحايد ينظر لما يجرى باعتباره شأنا داخليا إيرانيا.
في هذا التقرير ترصد وكالة "أنباء الشرق الأوسط" أهم المواقف الدولية والإقليمية إزاء ما تشهده إيران حتى الآن.
على صعيد ردود الفعل الدولية، كانت الولايات المتحدة، التي تنظر إلى إيران باعتبارها خصما لدودا في المنطقة، أول من دخل على خط هذه الاحتجاجات، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه الشخصي على "تويتر" تأييده لما وصفها بـ"تحركات الشعب الإيراني" والتي قال إنها كانت بسبب الفقر والوضع الاقتصادي في البلاد والتدخل الخارجي في شئون الآخرين.
وفي تعليق رسمي على الاحتجاجات الحالية، أكدت الإدارة الامريكية دعمها "حق الشعب الإيراني في التعبير عن نفسه بطرق سلمية"، وأصدر المكتب الإعلامي للبيت الأبيض بياناً قال فيه: إن من حق الشعب الإيراني بأن يُسمع صوته، داعياً جميع الأطراف إلى حماية حق التعبير بطرق سلمية، وتجنب كل تصرف من شأنه وضع قيود على هذا الحق.
أما روسيا التي تربطها مع إيران علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة، فقد اعتبرت، بعد خمسة أيام من اندلاع الاحتجاجات، أن ما يحدث في إيران شأن داخلي، وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن أملها بألا تتحول الاحتجاجات في إيران إلى العنف وألا تنمو في ظل سيناريو مرسوم بالدم والبطش، وفقاً لما نقلته وكالتا "تاس" و"سبوتنيك" الروسيتان.
وفي أول تعليق من الاتحاد الأوروبي على مظاهرات إيران، أعرب الاتحاد أمس عن أمله في أن تضمن السلطات الإيرانية حق التظاهر للمواطنين، وقالت متحدثة باسم فيديريكا موجيرني منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوربي: "تابعنا التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية، وكنا على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني".
أوروبيا أيضا، أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء الوضع الراهن في إيران، ودعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل الحكومة الإيرانية إلى الحفاظ على حقوق المتظاهرين في التجمع السلمي بحرية، وقال: "أنا قلق جدا نظرا للتطورات الأخيرة في إيران والأخبار عن سقوط قتلى جدد بين المتظاهرين والعديد من الاعتقالات".
ومن جانبها، شاركت بريطانيا ألمانيا قلقها بشأن الأحداث الراهنة في إيران، وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "نراقب بقلق الأحداث الجارية في إيران"، مؤكدا ضرورة حماية حقوق المواطنين الإيرانيين في التظاهر السلمي".
أما على الصعيد الاقليمي، فقد أعلنت إسرائيل، التي تنظر إلى إيران باعتبارها عدوها الأول في المنطقة، أنها تشجع الاحتجاجات الحالية، لكنها أكدت على لسان وزير المخابرات "إسرائيل كاتس" أن سياسة اسرائيل هي عدم التدخل في الشئون الداخلية لإيران. وقال الوزير الإسرائيلي: "إذا نجح الشعب الإيراني فى تحقيق الحرية والديمقراطية فسيختفي كثير من التهديدات الموجهة اليوم لإسرائيل والمنطقة بأكملها.. على حد قوله.
وفي تعليقه على الاتهامات الإيرانية لإسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو: إن هذ الإتهام عار عن الصحة ويثير الضحك لكن نتنياهو لم يخف تأييده لهذه الاحتجاجات، معتبرا أن سقوط النظام الإيراني سيؤدي إلى صداقة بين الإيرانيين والإسرائيليين على حد وصفه.
وعلى المستوى الخليجي، جاء رد الفعل الرسمي على مظاهرات إيران من دولة الإمارات العربية المتحدة، على لسان وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش، الذي قال: إن احتجاجات إيران تمثل فرصة لطهران للمراجعة العاقلة وتغليب مصلحة الداخل على مغامرات طهران العربية، مضيفا أن "مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية لا استعداء العالم العربي".
فى حين دعت البحرين مواطنيها لعدم السفر "نهائيا وتحت أي ظرف" لإيران بسبب "الاضطرابات الواسعة وأعمال العنف"، وحث بيان لوزارة الخارجية البحرينية المواطنين البحرينيين على مغادرة إيران فورا "مع توخي أقصى درجات الحذر والحيطة.