انتقد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، البيان الصحفي الصادر عن مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء الماضي.
وأدان بيان صحفي صادر عن جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15، بما في ذلك الولايات المتحدة، الضربة التي استهدفت العاصمة القطرية، دون أن يذكر إسرائيل بالاسم.
وبحسب البيان، الذي صدر قبيل جلسة طارئة لبحث الهجوم على قطر، أعرب أعضاء المجلس عن إدانتهم للضربات الأخيرة في الدوحة، مقر وسيط رئيس في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، مبدين أسفهم العميق إزاء فقدان حياة مدنيين في الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
وشددوا على "أهمية خفض التصعيد"، وأعربوا عن تضامنهم مع قطر ودعمهم "لسيادتها وسلامة أراضيها"، مشيرين إلى أن إطلاق سراح المحتجزين أحياءً وأمواتًا، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، يجب أن يظل على رأس الأولويات.
يجدر بالذكر أن "البيان الصحفي" الصادر عن مجلس الأمن هو إعلان قصير غير ملزم، يصدره رئيس المجلس أو أحد أعضائه، لتوضيح موقف المجلس من مسألة معينة أو للتعليق على أحداث طارئة، حيث إنه لا يحمل قوة قانونية مثل "القرارات" أو "البيانات الرئاسية".
بيان وهن
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أيمن سلامة إن البيان الصحفي الصادر عن مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على قطر لا يُعد وثيقة رسمية للمجلس، بل هو مجرد أداة إعلامية تُستخدم لتقديم معلومات موجزة ومحددة للصحافيين ووسائل الإعلام، ليقوموا بنشرها أو البناء عليها في تقاريرهم.
وأوضح سلامة أن هناك فارقًا جوهريًا بين البيان الصحفي وبيان مجلس الأمن الرئاسي، فالأخير يُعتبر وثيقة رسمية تصدر عن أعلى هيئة دولية مسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، وله وزن قانوني وسياسي أكبر بكثير من البيان الصحفي.
وأضاف أن البيان الصحفي يُعد أوهن ما يصدر عن مجلس الأمن مقارنة بالتوصيات والبيانات الرئاسية وقرارات المجلس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعاقت صدور بيان رئاسي بشأن العدوان حتى لا يتحول إلى وثيقة رسمية يمكن الاستناد إليها مستقبلًا في حال تكررت الانتهاكات الإسرائيلية.
والثلاثاء، هزت انفجارات العاصمة القطرية الدوحة، أعقبها مباشرة إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي تبنيه لمحاولة اغتيال قادة حركة "حماس" الذين كانوا يعقدون اجتماعًا للتباحث حول المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التهدئة.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت حركة حماس فشل محاولة اغتيال قادتها، مؤكدة أن العملية أسفرت عن استشهاد عدد من مرافقي الوفد.