السبت 13 سبتمبر 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. أسرار من حياة الفنان الراحل إبراهيم سعفان

  • 13-9-2025 | 02:36

إبراهيم سعفان

طباعة
  • ندى محمد

تحل اليوم السبت ذكرى ميلاد الفنان الراحل إبراهيم سعفان، أحد أبرز كوميديانات زمن الفن الجميل، والذي وُلد في 13 سبتمبر عام 1924 بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ورحل في الشهر نفسه يوم 14 سبتمبر 1982 بمدينة عجمان في الإمارات العربية المتحدة إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ليكون شهر سبتمبر شاهدًا على ميلاده ورحيله في آن واحد.

نشأ إبراهيم سعفان في درب سعفان بالحي القبلي بمدينة شبين الكوم، وحصل على البكالوريا قبل أن يلتحق بكلية الشريعة في جامعة الأزهر تنفيذًا لرغبة والده، إلا أن حبه للفن دفعه إلى الالتحاق بمعهد التمثيل عام 1951 حيث حصل على شهادتي تخرج من الجامعتين، وعمل بعد ذلك مدرسًا للغة العربية فترة قصيرة، وبعد وفاة والده، انضم إلى فرقة التلفزيون المسرحية، ومنها بدأ مشواره الفني الذي امتد لسنوات طويلة.

كانت بداياته الحقيقية عندما تعرف على الأديب عبد الرحمن الخميسي، مكتشف موهبة الفنانة سعاد حسني، ومن خلاله شارك في فيلمها الأول "حسن ونعيمة"، كما التحق بفرقة نجيب الريحاني وشارك في عدد من المسرحيات الصغيرة قبل أن ينطلق بقوة في السينما والمسرح، حيث عُرف بخفة ظله وموهبته التي ميزته في أداء الشخصيات الكوميدية المركبة.

قدم إبراهيم سعفان أكثر من 150 عملًا فنيًا متنوعًا بين المسرح والسينما والتلفزيون. في المسرح ترك بصمة مميزة بأعمال مثل "مين ما يحبش زوبة"، "سنة مع الشغل اللذيذ"، "زيارة غرامية"، "الدبور"، و"الدنيا مزيكا" التي كانت آخر مسرحياته. أما في السينما فقد اشتهر بدور المحامي في فيلم "30 يوم في السجن" مع فريد شوقي، وهو الدور الذي منحه لقب "المحامي الفصيح"، وشارك أيضًا في أعمال خالدة مثل "أضواء المدينة"، "أكاذيب حواء"، "ميرامار"، "أونكل زيزو حبيبي"، "عفريت مراتي"، "سفاح النساء" و"ابنتي العزيزة". وفي التلفزيون شارك في عدد من المسلسلات من بينها "مليون في العسل"، "الهاربان"، "وجهان للحب"، "المصيدة" و"اللقاء الأخير".

رغم ما قدمه من أعمال كوميدية رسمت البهجة على وجوه الجمهور، فإن حياته الشخصية لم تخلُ من المآسي، حيث فقد أربعة من أبنائه في عام واحد بسبب إصابتهم بالجفاف، ثلاثة أولاد وبنت، وهو ما شكّل مأساة كبيرة في حياته، وبعد هذه التجربة القاسية أنجبت زوجته من جديد فأطلق على ابنته الأولى بعد المأساة اسم "رضا"، ثم رزقه الله بأبناء آخرين.

ومن المواقف التي كشفت عن التزامه الفني أن والده رحل صباح أحد الأيام بينما كان يستعد لتقديم عرض مسرحية "سلامة عاشور اللذيذ"، ورغم الفاجعة رفض أن يتوقف عن العرض احترامًا للجمهور، فدفن والده صباحًا وصعد إلى خشبة المسرح مساءً، وهو الموقف الذي حكاه سيد بدير للجمهور قبل بداية المسرحية، ليقفوا جميعًا ويصفقوا له طويلًا تقديرًا لشجاعته.

كان إبراهيم سعفان محاطًا بصداقات قوية داخل الوسط الفني مع عدد من نجوم الكوميديا مثل سمير غانم، سيد زيان، مظهر أبو النجا، وضياء الميرغني.

 وقد وصفه صديقه المقرب سمير غانم في أحد لقاءاته قائلًا: "إبراهيم سعفان دا مصيبة، وكان صديقي الأقرب"، مشيرًا إلى حضوره الطاغي وخفة ظله التي جعلته قريبًا من الجميع.

وفي الرابع عشر من سبتمبر عام 1982، رحل إبراهيم سعفان بشكل مفاجئ وهو في الستين من عمره، وذلك أثناء وجوده في إمارة عجمان لتصوير أحد المسلسلات، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة أودت بحياته، وبرحيله فقد الوسط الفني أحد أبرز من جسد شخصية المحامي على الشاشة، ليظل حاضرًا في ذاكرة الفن المصري كواحد من أهم ممثلي الكوميديا الذين جمعوا بين البساطة والصدق وخفة الظل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة