أكد الدكتور أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل لا تنفصل عن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت الأراضي القطرية، إذ تسعى واشنطن إلى الحفاظ على علاقاتها مع دول الخليج، ومنع تكرار مثل هذه الضربات، خاصة بعد أن ألمحت تل أبيب إلى إمكانية تكرارها مستقبلًا.
وأكد العناني، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الولايات المتحدة تدرك خطورة هذه الاعتداءات على الاستثمارات الخليجية والمصالح المشتركة، التي شهدت تناميًا كبيرًا عقب الزيارة الأخيرة للرئيس دونالد ترامب إلى السعودية ثم الإمارات وقطر.
وأضاف: "ترامب رجل أعمال بالأساس، ويخشى ضياع هذه الاستثمارات، خصوصًا في ظل تلويح الدوحة بالتوجه نحو الصين وروسيا".
وأوضح خبير العلاقات الدولية أن الزيارة الأمريكية تحمل هدفين رئيسيين: الأول، الحيلولة دون تكرار الهجمات الإسرائيلية على قطر، والثاني، الدفع بطرح ترامب الأخير بشأن قطاع غزة، وهو الطرح الذي تواجهه إسرائيل بمحاولات متكررة لإفشاله.
وفي ما يتعلق بملف تهجير الفلسطينيين، شدّد العناني على أن واشنطن تركّز بالدرجة الأولى على تداعيات الضربات الإسرائيلية، لما قد تسببه من أضرار مباشرة على مصالح ترامب الاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة.
وقال: "ملف التهجير مدعوم أمريكيًا، لكنه يأتي في سياق منفصل، بينما يبقى الضغط الخليجي عنصرًا حاسمًا في هذا الملف".
وتابع: "القمة العربية الإسلامية المرتقبة في الدوحة قد تشكل محطة فارقة، إذ يمكن أن تستخدم دول الخليج ذراعها الاقتصادي ليس فقط لمنع تكرار الضربات الإسرائيلية، وإنما أيضًا للضغط من أجل إنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة".
واختتم بالقول: "هذا ما تدعو إليه مصر على وجه الخصوص، حيث تطالب ولأول مرة بممارسة ضغوط على الولايات المتحدة، التي تملك وحدها القدرة على إلزام إسرائيل".