عقد فرع ثقافة الفيوم لقاء حواريا حول اللغة العربية ودورها في صون الهوية، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبرامج وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الانتماء والوعي بالهوية الوطنية.
أقيم اللقاء ضمن نشاط الصالون الثقافي للفرع وشهدته نقابة الزراعيين بالفيوم، وشارك فيه الأديب منتصر ثابت، والإعلامي الدكتور رمضان عبدالمجيد، والدكتورة غادة نصر أستاذ الفلسفة بجامعة الفيوم، والدكتور إمام عبد الفتاح الأستاذ بكلية دار العلوم، والإعلامية نور العقاد، والأديب خالد السنراوي، وبحضور ياسمين ضياء مدير عام ثقافة الفيوم.
استهل الأديب منتصر ثابت اللقاء مرحبا بالحضور، مؤكدًا أن اختيار موضوع اللغة العربية يعكس الوعي بأهميتها كأداة للتواصل والتعبير عن الفكر والذات، مشيرا إلى أنها حفظت التراث الأدبي والعلمي والحضاري عبر العصور، من الشعر العربي ودواوينه إلى إنجازات ابن سينا والفارابي وابن خلدون وغيرهم. وحذر من الانسياق وراء اللغات الوافدة التي قد تضعف الهوية الثقافية.
وأكد الدكتور رمضان عبدالمجيد، أن الهوية الشخصية والاجتماعية معا تستند إلى اللغة العربية، وأن أي تفريط فيها يمثل تهديدا للوعي الجمعي، لافتا إلى أن الأمم التي تركت لغتها وتاريخها أصبحت أكثر عرضة للاستعمار الفكري. ودعا الأسرة إلى ترسيخ العربية في وجدان الأطفال منذ الصغر، مع ضرورة قيام الإعلام والسينما والأدب بدور أكبر في نشر الوعي اللغوي.
من جهتها، شددت الدكتورة غادة نصر على أن محاولات طمس الهوية من خلال تهميش اللغة أمر مؤسف، مشيرة لأهمية العربية وقدرتها على التعبير عن القيم والعاطفة. وأوضحت أن قوتها تكمن في عمقها البلاغي وثرائها المجازي، داعية إلى مزيد من الندوات والأنشطة التي ترسخ قيم الهوية وتحمي المجتمع.
وفي مداخلتها، أكدت الإعلامية نور العقاد أن القرآن الكريم يمثل المصدر الأصيل لحفظ اللغة العربية وصونها، ولفتت إلى تراجع اهتمام الشباب باستخدامها الصحيح، وانتشار المفردات الأجنبية في أحاديثهم اليومية. واقترحت إطلاق دورات تدريبية متخصصة لضبط مخارج الحروف وتقويم النطق، بما يسهم في إعادة الاعتبار للغة الضاد.
كما تناول الدكتور إمام عبد الفتاح مستقبل العربية في ظل الذكاء الاصطناعي، معتبرا أن هذه التحولات تفرض تحديات جديدة على اللغة، لكنها في الوقت ذاته تتيح فرصا لتأكيد حضورها كوعاء للتاريخ والإبداع. وتساءل عن قدرة العربية على أن تكون لغة المستقبل في مواجهة التغيرات الرقمية، مؤكدا أهمية إنتاج محتوى عربي يناسب الأجيال الجديدة ويحافظ على الهوية الرقمية.
أما الأديب خالد السنراوي فأكد أن العربية، التي أنزل بها القرآن الكريم، تعد من أغنى لغات العالم مفردات وتراكيب، وانتقد شيوع استخدام المصطلحات الأجنبية على حساب العربية، مطالبا بالعودة إلى لغتنا الأم، مشيدا بدور الدولة في تعزيز تدريس العربية حتى في المدارس الأجنبية.
وفي ختام اللقاء أكدت مدير عام فرع ثقافة الفيوم، تنظيم المزيد من الفعاليات الثقافية بالتعاون مع العديد من المؤسسات، موضحة أن هذه اللقاءات تمثل منصة مهمة لتعزيز الوعي.
جاء اللقاء في إطار برنامج إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، ضمن سلسلة من البرامج المتنوعة التي تقدمها هيئة قصور الثقافة وتستهدف رفع الوعي المجتمعي وتعزيز الانتماء والهوية.