وسط اتهامات بارتكاب جريمة إبادة جماعية، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على مدينة غزة، شمالي القطاع، ضمن خطته الرامية للسيطرة على المنطقة وتهجير أكثر من مليون فلسطيني، في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ عامين.
قصف المنازل السكنية
ومنذ فجر اليوم، استُشهد 41 شخصًا في عموم القطاع الفلسطيني، 37 منهم في مدينة غزة، بجانب سقوط عشرات المصابين، جراء هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تعمّدت استهداف المنازل السكنية.
ومن ذلك، قصف الاحتلال منازل متلاصقة شمال غربي مدينة غزة، ما أوقع ثمانية شهداء، فضلًا عن إصابة أكثر من 40 آخرين، بينما ما يزال البحث جارٍ عن العشرات تحت الأنقاض.
وفي شرق المدينة، قصف الاحتلال منزلين مأهولين بالسكان، ما أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وفقدان العشرات من تحت الأنقاض، وسط دمار واسع في المنازل المجاورة.
أما في جنوب المدينة، فقد قصف الاحتلال منزلًا مأهولًا أيضًا، ما خلّف أربعة شهداء، ومصابين.
تم ذلك وسط قصف حربي إسرائيلي من قبل الطيران، وعمليات نسف لمنازل ومبانٍ سكنية بالروبوتات المفخخة، بالتوازي مع قصف مدفعي وإطلاق نار من مسيّرات تجاه منازل المواطنين في محيط المنطقة.
وألقى جيش الاحتلال منشورات على المدينة تطالب السكان بالإخلاء فورًا، في دعوة متكررة منذ نحو شهر، حسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
إقرار بالإبادة
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مجرم الحرب المدان لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ الجيش بدأ عملية حاسمة في غزة، معلنًا الدخول في مرحلة حاسمة، مشيرًا إلى أن اليوم قد يشهد حدوث أمور مهمة.
وتباهى وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتوسيع الإبادة، قائلًا: "غزة تحترق. الجيش الإسرائيلي يضرب بقبضة من حديد البنية التحتية الإرهابية، ويقاتل جنوده لتهيئة الظروف لإطلاق سراح المحتجزين وهزيمة حماس. لن نلين ولن نتراجع حتى اكتمال المهمة"، على حد تعبيره.
وذكر جيش الاحتلال أنّه بدأ الليلة الماضية مرحلة أخرى من عملية "مركبات جدعون" في قلب مدينة غزة، موضحًا أنّ الفرقتين 162 و98 النظاميتين تقودان العملية في غرب المدينة.
في الأثناء، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن مزيدًا من سكان غزة يُجبرون على مغادرة منازلهم وسلوك طريق لا يؤدي إلى أي مكان.
وأكدت "الأونروا"، أنه لا يوجد مكان آمن ولا مأوى لسكان غزة، والمطلوب تحرك عاجل من أجل وقف إطلاق النار.
واتهمت لجنة تابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مؤكدة أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تمثل "دليلًا مباشرًا" على نية الإبادة.
وأشارت اللجنة، في تقريرها، إلى أن ما يجري في القطاع يدخل في إطار جرائم الإبادة الجماعية، داعية دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية إزاء ما يحدث للفلسطينيين، حسب ما نقلته شبكة "CNN" الأمريكية.
وفي بيان صادر عنها أمس الاثنين، أكدت حركة حماس، أن "جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي يواصل عدوانه الهمجي على مدينة غزة، عبر القصف الممنهج للأحياء السكنية وتدمير الأبراج وتهجير المدنيين قسرًا"، حسب قولها.
واعتبرت حماس ذلك "جريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية مكتملة الأركان، حيث تتواصل في ظل عجز دولي فاضح وغياب إرادة حاسمة لوقفها ومحاسبة مرتكبيها".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 229 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويتواصل هذا العدوان تحت ذريعة القضاء على المقاومة في القطاع وتحرير المحتجزين الإسرائيليين لديها.