مشاعر الحب والذكريات والعرفان في حفل تأبين المنتج والسيناريست الراحل فاروق عبد الخالق

أقام مركز الثقافة السينمائية (36 شارع شريف) التابع للمركز القومي للسينما برئاسة الدكتور أحمد صالح، حفل تأبين للمنتج والسيناريست الراحل فاروق عبد الخالق، وذلك في سينما الهناجر التابعة لصندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي.

وخلال الاحتفالية التي أدارتها الناقدة السينمائية صفاء الليثي، استُضيف عدد من رموز السينما الذين عاصروا الفقيد خلال مسيرته الفنية الزاخرة بالإنجازات. وبدأت الفعالية بكلمة الدكتور أحمد صالح، رئيس المركز القومي للسينما، الذي أوضح أنه لم يعاصر الراحل، لكنه لمس مشاعر المحبة في عيون تلامذته ومحبيه وزملائه في رحلة العمل، مؤكداً أنه شغل العديد من المناصب منها مدير عام الثقافة السينمائية ومدير عام الإدارات الإنتاجية، كما قدم إنتاجًا بتمويل من جهات خارجية مثل وزارة النقل، وكان يمتلك ثقافة موسوعية واسعة. وأضاف: "السيرة أطول من العمر"، مشيراً إلى أنه ساند الكثير من الشباب في تجاربهم الجديدة.

وتحدث الفنان التشكيلي فاروق مصطفى، ابن عم وزوج أخت الراحل، عن علاقته به منذ الطفولة وارتباطهما في مختلف أحداث الحياة، مشيراً إلى أنهما شاركا معاً في حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973، مؤكداً أن فاروق عبد الخالق ترك للعائلة إرثاً كبيراً من المحبة والفخر، وكان حريصاً على صلة الرحم رغم انشغاله بأعماله الكثيرة.

كما ألقى الأستاذ هاني فاروق، مدير تحرير جريدة الأهرام (ابن شقيقته)، كلمة استعرض فيها بعض أفلام الراحل التي شارك فيها ككاتب سيناريو أو منتج فني، مثل فيلم "الفالوجة" ومشروع "اللوحات المنسية" الذي كان حلمه الأخير.

وتحدث السيناريست والكاتب سيد فؤاد، مؤسس ورئيس مهرجان الأقصر، عن علاقته بالراحل التي بدأت في الثمانينات قبل التحاقه بمعهد السينما واستمرت حتى وفاته، لافتاً إلى أن عبد الخالق كان أول من بحث عن السينما الأفريقية وكان مديراً لنادي السينما الأفريقية بالهناجر تحت إشراف المخرج أشرف فايق. وأكد أن الراحل لم يكن مجرد سينمائي، بل امتلك ثقافات متعددة، كما أهدى مهرجان الأقصر ثلاثة كتب، وقرر المهرجان إطلاق جائزة باسمه تخليداً لذكراه.

وطلب المخرج السينمائي أشرف فايق الوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة للراحل، وتحدث عن ذكرياته معه كمشرف للنشاط السينمائي بمهرجان الأقصر ونادي السينما الأفريقية، قائلاً: "كان معلمًا لنا جميعًا، علمنا كيف نقرأ الفيلم، وكان للسينما طعم آخر معه". وأضاف أنه موسوعة من الثقافات المتنوعة، معربًا عن استعداده لإخراج فيلم يوثق مسيرته.

وأوضح الكاتب سعد القرش، رئيس تحرير دار الهلال، أن شخصية فاروق عبد الخالق نادرة، حيث أجمع الجميع على حبه، مشيراً إلى تواضعه الشديد وقدرته على الحديث والإنصات.

كما استعرض الدكتور شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، علاقته بالراحل منذ عودته من روسيا عام 1983، مؤكداً أنه شاهده عاشقاً للسينما والثقافة، بقدرة تحليلية عالية للأفلام، مستشهداً بأفلام مثل "سينا أسوار وأسرار" و*"الطريق إلى يوليو"* من إنتاج المركز القومي للسينما.

من جانبه، قال المخرج عاطف شكري إن الراحل كان شخصية متفردة، يمكن وصفه بـ"المثقف السينمائي"، حيث كان يحمل الكثير من الأحلام ولم يسعَ وراء الأضواء أو النجومية، بل عمل من أجل السينما.

وذكر السيناريست مجدي الشحري أن فترة عمله معه بالمركز القومي للسينما كانت هي "الفترة الذهبية" للإنتاج، مشيراً إلى أنه كان رئيساً للجنة النقابية، ورغم خروجه على المعاش عام 2006 ظل حاضراً في كل المناسبات.

فيما أوضحت سامية عجمي، مدير عام الموارد البشرية بالمركز، أنها ارتبطت بالراحل منذ الصغر وكانت تعتبره أباً لها، مشيرة إلى قدرته الكبيرة على استيعاب المشكلات وإيجاد الحلول، فضلاً عن مكتبته العامرة بالكتب في مختلف المجالات.

كما تحدث أحمد عبد السلام، مدير صندوق التكافل للعاملين بالمركز القومي للسينما، مؤكداً أن الراحل كان بمثابة الأب له، وهو مؤسس صندوق التكافل الاجتماعي للعاملين بالمركز، مشيراً إلى حضور نخبة من زملائه ورفقاء دربه في الحفل.

واختُتمت الاحتفالية بعرض فيديو قصير عن حياة الراحل من إعداد سامح الباجوري بالإدارة العامة للإنتاج، وأشرفت على التنظيم الكاتبة أمل عبد المجيد، مدير عام مركز الثقافة السينمائية.

يُذكر أن المنتج والسيناريست فاروق عبد الخالق، ابن المركز القومي للسينما، رحل عن عالمنا يوم 29 أغسطس، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً بعد أن أثرى الحياة السينمائية بأعماله المتميزة، وقد شغل العديد من المناصب داخل المركز القومي للسينما، منها مدير عام مركز الثقافة السينمائية ومدير عام الإدارات الإنتاجية، فضلاً عن رئاسته للجنة النقابية للعاملين بالمركز لعدة سنوات.

ونعى الدكتور أحمد صالح، رئيس المركز القومي للسينما، الفقيد بكلمات مؤثرة، مؤكداً أن اسمه سيظل محفوراً في سجل الرموز الخالدة بما قدمه من إسهامات كبرى في إثراء الحركة السينمائية المصرية، وبما تميزت به أعماله من طابع خاص ولمسات متفردة، قائلاً إن حياته كانت نموذجاً للمثقف والمبدع الذي حظي باحترام وتقدير كافة المثقفين والفنانين.