أمر لا يستوعبه عقل.. تاريخ طويل من الإجرام وإراقة الدماء و العدوان و الغطرسة .. وغيرهم من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، تاريخ طويل من البلطجة السياسية وتهديد لأمن وأمان الجيران بأطماع توسعية.
هذا التاريخ الطويل يقابله تاريخ آخر أطول من الصمت العالمي ترعاه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومن فوقهما الولايات المتحدة التي تعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني المحتل بالتمادي والتوسع والاستيطان.
وبما أنني لست محللا سياسيا حاولت البحث عن الصمت العالمي لما يحدث في غزة و عدم اتخاذ قرارات رادعة وعن أسباب هذا الصمت في حين أن اليهود ما زالوا يتشدقون بأكاذيب الهولوكوست وابتزاز العالم بها منذ الحرب العالمية الثانية و حتى الآن
صحيح أن الآله الإعلامية الصهيونية لها دورًا كبيرًا في إخفاء الحقائق و تضليل الرأي العام العالمي إلا أنها ليست المسيطر الوحيد علي قرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمن .
إذن ما يمنع مجلس الأمن والجمعية العمومية من اتخاذ قرار.. ولكي نعرف الإجابة علينا أن نبحت في كم القرارات التي خرجت الأمم المتحدة و مجلس الأمن و لم تفعل وأصبحت حبيسة الأدراج.
لابد هنا قبل السرد أن نؤكد علي أن إسرائيل نفسها وليدة القرارات الدولية وبالأخص قرار الأمم المتحدة رقم ١٨١ الصادر من الجمعية العمومية عام ١٩٤٧ بتقسيم فلسطين و الذي كان السبب الرئيسي في النكبة عام ١٩٤٨ ومنذ هذا التاريخ توالت قرارات مجلس الأمن و الجمعية العمومية و مجلس الأمن واليونسكو التي أصدرت عشرات إن لم يصل للمئات من القرارات لإدانة إسرائيل و أفعالها الدموية بداية من قرارات اغتيال الكونت فولك برناردو وسيط الأمم المتحدة في فلسطين مرورا بقرارات كثيرة أهمها القرار رقم ٢٤٢ لسنة ١٩٦٧ والذي يدعوا إسرائيل للانسحاب إلي حدود ١٩٧٦
عشرات من القرارات تخرج دون جدوي بلا أي فاعلية.
الأمر الذي يدعو للتساؤل عن قوة الكيان داخل المنظمات الدولية و خاصة مجلس الأمن هل الفيتو الأمريكي إلى صوت طوال تاريخه في المجلس ٨٣ مرة منها ٤٥ مرة لصالح إسرائيل أي أكثر من النصف أم هناك أمور أخري
هل هناك جماعة ضغط يهودية في الأمم المتحدة كما هو الحال في أمريكا التي يوجد بها ٤٣ منظمة سياسية تقوم من أجل مصالحها في أمريكا وإسرائيل
هل تم حصر أعضاء مجلس الأمن اليهود و الموالين لها في المجلس والجمعية العمومية؟ هل القوي الاقتصادية التي يتحكم بها اليهود هي من تأتي بالموالين؟
هل هناك مصالح بين الأعضاء واللوبي الإسرائيلي الصهيوني ؟..هل من يحاول كشف الحقائق في مجلس الأمن يواجه بحروب شرسة في كل الاتجاهات حتي يعود لدعمهم ؟.. اعتقد ان كل هذه الأسباب وغيرها اكثر بكثير معلن و غير معلن يتحكم في هذه القرارات .. ويبقى الشجب والإدانة فقط .
وهنا اقتبس ما قاله فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول و الحكومات في تجمع البريكس عندما أشار إلي تراجع مصداقية مجلس الأمن الدولي الذي انعكس سلبا علي ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة و دفع العديد من الدول إلي المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس بما في ذلك إلغاء حق النقض« الفينو» الذي أصبح أداة لعزل المجلس عن الواقع الميداني جعله عاجزا عن أداء دوره في تسوية النزاعات ووقف الحروب.