أقيم حفل تكريم أعضاء النسخة الرابعة من مبادرة "رواد الشباب العربي"، بمقر أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وذلك تقديراً لإسهاماتهم الاستثنائية، وتجسيداً لرؤية دولة الإمارات في دعم وتمكين الطاقات العربية الشابة، وتوفير منصة ملهمة تعزز من حضورهم وتأثيرهم في المشروعات التنموية إقليمياً وعالمياً تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي .
تم خلال الحفل تكريم 40 شاباً وشابةً من 13 دولة عربية، ضمن 10 مسارات تنموية بحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، نائب رئيس مركز الشباب العربي، و الشيخ عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، وم الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، إلى جانب عدد من المسؤولين والشركاء والمشاركين في المبادرة من مختلف الدول العربية .
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دعم الرواد الشباب وتمكينهم يظل أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، وأن المبادرة تمثل تجسيداً عملياً لهذه الرؤية التي تضع الشباب في قلب التنمية والتخطيط للمستقبل، وقال: "نؤمن بأن بناء المستقبل العربي يبدأ من الاستثمار في الإنسان، والشباب هم محور هذا الاستثمار. لذلك نحرص على أن يكون كل رائدٍ عربي مشاركٍ في هذه المبادرة شاهداً على قدرتنا جميعاً على صناعة أثر إيجابي من خلال الابتكار والعمل الجاد والتطوير الدائم للقدرات".
وخلال الكلمة الرئيسية لحفل تكريم الرواد، قال الدكتور سلطان بن سيف النيادي: "تمثل مبادرة (رواد الشباب العربي)، جسراً حقيقياً للتمكين وصناعة الفرص. وهي بيئة حاضنة للعقول، وفضاء رحب تلتقي فيه الطاقات الشابة مع صناع القرار والمستثمرين والمؤسسات الداعمة، وهي منصة نتقن معها كل يوم فنّ صناعة الأثر بفضل جهودكم الطيبة وإنجازاتكم الثرية".
وأضاف: "إن الرواد الذين نحتفي بهم اليوم لم يكتفوا بإنجازاتهم الفردية، ولكنهم حملوا على عاتقهم مسؤولية أكبر، بأن يكونوا قدوةً ونماذجاً يحتذى بها لأقرانهم الشباب في كل إنجاز قدموه، وكل مبادرة أطلقوها.. لم تكن غايتهم إنشاء مجرد مشاريع ربحية أو مبادرات ناجحة، وإنما حملوا رسالة لمجتمعاتهم لتكون عنوان أملٍ لجيل كامل، وإنجازاتهم اليوم هي منارات تقود الشباب لطريق الإنجاز، وترسم طريقاً واضحاً للإبداع، العطاء، وخدمة وبناء المجتمعات".
وخلال حفل تكريم الرواد، أعلن "مركز الشباب العربي" عن توقيعه لاتفاقية رعاية مع مجموعة تايجر القابضة، التي قدمت دعماً مالياً بقيمة مليون درهم إماراتي لتمكين الشباب العربي ضمن باقة "الشهامة" البلاتينية.
وقع الاتفاقية كل من م. فاطمة الحلامي، المدير التنفيذي لمركز الشباب العربي، و م. قصي وليد الزعبي، ممثل رئيس مجموعة تايجر القابضة؛ ويأتي هذا الدعم في إطار مساهمات المجموعة في تمكين الشباب من فرص التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية، تأكيداً على إيمانها بدورهم في بناء مجتمعات مستدامة.
و تم اختيار ثلاثة من رواد الشباب العربي من قبل مجموعة تايجر القابضة للحصول على الدعم المالي، وهم: علي حميد اللوغاني، من الإمارات العربية المتحدة، المشارك في مسار الصناعات والابتكار، وسندس جابر الفارسي، من دولة الكويت، المشاركة في مسار الفضاء والتكنولوجيا، وأمين رياض أبو دياك، من فلسطين، المشارك في مسار التعليم، تقديراً لابتكاراتهم القابلة للتوسع وتأثيرهم المجتمعي الواعد، بما يسهم في تسريع نمو مشاريعهم الريادية وتطويرها.
وفي ختام حفل التكريم، نظم مركز الشباب العربي جلسة حوارية خاصة استضافت الشيخ عبدالله آل حامد، بعنوان: "من السرد إلى السياسات: الشباب العربي وصناعة التأثير العالمي"، حيث ناقشت الجلسة أبعاد دور الشباب العربي في صياغة رواية عربية أصيلة تقود النقاشات العالمية، بدءاً من الإعلام كمنصة للتأثير، مروراً بتحويل الابتكار وقصص النجاح الفردية إلى مشاريع تنموية مستدامة، ووصولاً إلى مشاركة فاعلة في وضع السياسات الدولية.
وقال "إن الشباب العربي اليوم لا ينبغي أن يكتفي بدور المتلقي، بل عليه أن يكون شريكاً أصيلاً في صياغة المستقبل، وأن ينتقل من موقع المستهلك للتقنية إلى صانع للسياسات والحلول".
وأضاف : "إن صورة العالم العربي صورة جميلة يجب أن يُنظر إلى إيجابياتها"، مستشهداً بتجربة الإمارات التي "انطلقت من فكرة لتصبح قصة تميز عالمي بمئات الإنجازات التي تبوأت فيها مراكز عالمية متقدمة، بفضل العمل والاجتهاد والإصرار على المركز الأول". وأوضح معاليه أن قصص نجاح الشباب العربي لا تكتسب قيمتها الحقيقية إلا عندما تعكس شخصية أصحابها وتُجسّد لمساتهم الخاصة وما حققوه من إنجازات، مؤكداً أننا "نرى من خلال الشباب العربي كل يوم قصة جميلة وملهمة تحمل أصواتاً ستصل إلى مستويات أبعد في المستقبل".
وحول قمة "بريدج"، أوضح الشيخ عبد الله آل حامد أنها انطلقت من تساؤل: لماذا لا يكون هناك في العالم قمة إعلامية شاملة تضاهي في مكانتها قمة "دافوس" الاقتصادية؟ مشيراً إلى أنه قام بجولات مكثفة حول العالم، للبحث عن تجارب مشابهة.
وأكد أن كبار المؤثرين في الإعلام العالمي الذين عرض عليهم الفكرة أجمعوا على أنها غير مسبوقة، وأن اختيار أبوظبي لاستضافتها يمنحها موقعاً محورياً يجعلها نقطة التقاء عالمية لقادة الإعلام والمؤثرين الدوليين.
وشهدت فعاليات التكريم إعلان مجلس أعمال أبوظبي للشباب منح المشاركين في النسخة الرابعة من مبادرة "رواد الشباب العربي" "باقة منارة الرواد" وهي عضوية مميزة مجانية لمدة عام، مع تقديم الاستشارات والدعم المتكامل لتأسيس المشاريع وإصدار الرخص بسهولة وسرعة، والعديد من التسهيلات والفرص المخصصة لتلبية احتياجات الرواد وضمان استدامة مشاريعهم.
وتجمع مبادرة "رواد الشباب العربي" نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء، إلى جانب مجموعة من المؤسسات الشريكة في القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز بيئة ريادية عربية جامعة، تدعم المبادرات والمشاريع الشبابية القادرة على إحداث تغيير حقيقي، حيث تشهد المبادرة سلسلة من الأنشطة والبرامج المصممة لتمكين الرواد وتعزيز حضورهم، تشمل منصات حوارية ولقاءات شبابية جمعت المشاركين مع قادة من القطاع الخاص، إلى جانب حزمة من ورش العمل المتخصصة بتطوير القدرات والمهارات الريادية.