في التاسع عشر من سبتمبر عام 2021، فقد الوسط الفني واحدًا من أبرز وجوه جيله في الثمانينيات، برحيل الفنان إيهاب خورشيد، الذي غيبه الموت بعد صراع قصير مع المرض، ولم يكن قد مر على وفاة والدته المنتجة السينمائية اعتماد خورشيد سوى أسابيع قليلة، تلك المفارقة الموجعة تركت أثرًا حزينًا في قلوب محبيه، خاصة أنه عاش في كنف أسرة فنية عريقة شكلت جزءًا من ذاكرة الفن المصري.
وُلد إيهاب خورشيد لأسرة فنية كبيرة، فوالده هو الراحل أحمد خورشيد، أستاذ التصوير السينمائي، ووالدته المنتجة والإعلامية اعتماد خورشيد، كما أنه شقيق عازف الجيتار الشهير عمر خورشيد الذي رحل في ظروف مأساوية وغامضة، تلك البيئة الفنية انعكست على مسيرته التي انطلقت في الثمانينيات، حيث لمع اسمه في مجموعة من الأفلام التي شكلت ذاكرة جيل كامل، قبل أن يبتعد فجأة عن الأضواء دون أن يترك رصيدًا ضخمًا في السينما.
على الرغم من قِصر مشواره الفني، إلا أن إيهاب خورشيد ظهر في عدد من الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق السينما، منها: "عودة الهارب"، "تحت الربع"، "بنت مشاغبة جدًا"، "على هامش المدينة"، "المشاغبون في إجازة نصف السنة"، و"صاحب الإدارة بواب العمارة". آخر أعماله كان عام 1991 من خلال فيلمي "تحت الربع" و"بنت مشاغبة جدًا"، ليغلق بعدها صفحة مشواره الفني دون عودة.
حياته الخاصة لم تكن بعيدة عن الأضواء أيضًا، فقد تزوج في البداية من الفنانة علا رامي، شقيقة الفنانة سحر رامي، وأنجب منها ابنهما الوحيد الفنان الشاب عمر خورشيد، الذي سار على خطاه في عالم التمثيل، وتزوج فيما بعد من الفنانة ياسمين جيلاني، وبعد انفصاله عن علا رامي، ارتبط زواجه الثاني بالفنانة الراحلة نغم فتوكي، ابنة شقيقة الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية.
ترك إيهاب خورشيد ثلاثة أبناء هم: عمر، وردة، وحسن، ورغم أن رصيده الفني لم يتجاوز ستة أعمال، إلا أن حضوره ظل حاضرًا في وجدان الجمهور الذي عرفه بوجهه المميز وأدواره المؤثرة في زمن ازدهرت فيه السينما التجارية وأفلام الشباب.
برحيله في مثل هذا اليوم منذ أربع سنوات، طويت صفحة فنان عاش وسط عائلة فنية استثنائية، لكن القدر لم يمنحه الفرصة ليكمل مسيرته، ليظل اسمه مقرونًا بذاكرة الثمانينيات وعائلته الفنية التي صنعت تاريخًا بارزًا في السينما المصرية.