السبت 20 سبتمبر 2025

عرب وعالم

الأمم المتحدة: نساء وفتيات أفغانستان يواجهن كارثة طويلة الأمد بعد الزلزال المدمر وسط غياب الدعم

  • 19-9-2025 | 18:27

فتيات أفغانستان

طباعة
  • دار الهلال

حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الجمعة، من أن النساء والفتيات المتضررات من الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان لا يزلن يواجهن أوضاعًا كارثية في سعيهن لإعادة بناء حياتهن ومصادر رزقهن، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية.

وقالت ممثلة الهيئة في أفغانستان، سوزان فيرجسون، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "رغم مرور الهزات الارتدادية الكبرى، لا تزال النساء في المناطق المتضررة يواجهن كارثة طويلة الأمد في ظل غياب الدعم العاجل".

وأوضحت فيرجسون أن فرق الإنقاذ واجهت تضاريس جبلية صعبة للغاية للوصول إلى القرى المعزولة في ولاية كونار، منذ وقوع الزلزال بقوة 6.0 درجات ليل 31 أغسطس، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 2,200 شخص، بعد انهيار المنازل المبنية على سفوح التلال.

ونقلت عن إحدى النساء المشاركات في عمليات الإنقاذ، بدعم من الهيئة، قولها إنها كانت "تتسلق جوانب الجبال وهي تتفادى الصخور المتساقطة مع كل هزة ارتدادية". فيما ذكرت امرأة أخرى أن غياب قنوات تواصل آمنة للنساء أجبرهن على الانضمام لفرق الإنقاذ بأنفسهن، بسبب القيود التي تمنعهن من التحدث مع الرجال.

وخلال زيارتها للناجيات في خيام مؤقتة بمنطقة تشوكاي في وسط كونار، أكدت فيرجسون أن النساء بحاجة ماسة إلى ملاجئ أكثر صلابة مع اقتراب فصل الشتاء. وقالت: "هؤلاء النساء فررن من قريتهن وسط الليل، وسرن لساعات طويلة للعثور على مأوى مؤقت، بعد أن فقدن أقاربهن ومنازلهن ومصادر دخلهن. وكما أخبرتني إحدى النساء: لم يتبقَّ لدينا شيء".

وأشارت فيرجسون إلى أن جهود الإغاثة تواجه عراقيل إضافية بسبب حظر طالبان المفروض منذ 5 سبتمبر، الذي يمنع الموظفات الأفغانيات من دخول مكاتب الأمم المتحدة في كابل.

وأضافت: "هذا الحظر يؤثر على عملنا بشكل كبير لأن الموظفات غير مسموح لهن بالحضور إلى المكاتب. ومع ذلك، فإن العاملات في المجال الإنساني ما زلن قادرات على العمل في المناطق المتضررة من الزلزال، وهو أمر ضروري للغاية وقد تم الاعتراف به على هذا النحو".

وأظهرت التقييمات الميدانية أن النساء والفتيات يشكلن أكثر من نصف عدد القتلى والمصابين، و60% من المفقودين، بينما يعيش العديد من الناجين في خيام أو في العراء، في ظروف صحية وأمنية صعبة.

ولفتت فيرجسون إلى أن الأعراف الثقافية تمثل عائقًا آخر أمام تقديم الرعاية الصحية اللازمة، إذ ترفض بعض النساء تلقي المساعدة من الرجال، والعكس صحيح، ما يستلزم وجود كافٍ من العاملات الصحيات.

كما حذّرت من أن تدمير البنية التحتية الأساسية يزيد من مخاطر العنف ضد النساء والفتيات، اللواتي يُجبرن على السير لمسافات طويلة بحثًا عن المياه أو دورات المياه، ما يعرضهن لتهديدات إضافية، بما في ذلك الألغام الأرضية.

ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن صور الأقمار الصناعية كشفت عن وجود أكثر من 649,000 طن من الأنقاض – أي ما يعادل 40,500 شاحنة – لا تزال بحاجة إلى إزالة، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 23,000 شخص قد أُجبروا على مغادرة منازلهم.

الاكثر قراءة