السبت 20 سبتمبر 2025

تحقيقات

صمود الشعب الفلسطيني يكتب صفحات المجد.. ويدفن أوهام نتنياهو

  • 20-9-2025 | 12:50

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

تواصل إسرائيل تصعيد عدوانها على قطاع غزة، في حرب إبادة ممنهجة أتت على الأخضر واليابس، وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، مخلفة مشاهد مروعة لنساء ثكلى وأطفال يتامى، غير عابئة بعشرات الإدانات الدولية التي تصف ما يجري بأنه إبادة جماعية متواصلة منذ نحو عامين.

وهنا في غزة، حيث لا تُعرف إلا بالبيوت المدمرة والأسر المشردة، جرّت إسرائيل الويلات على أكثر من مليوني فلسطيني؛ فمن ينجُ من نيرانها يبقى أسير الجوع والحرمان، في معركة لا تبقي ولا تذر.

الهدف إفراغ القطاع

ويُحيي خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري على أرضه، رغم ما يتعرض له من حرب إبادة جماعية ممنهجة، تستهدف اقتلاعه من جذوره وتهجيره قسرًا أو قتله بلا رحمة.

وأكد فؤاد، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن ما يجري ليس مجرد عدوان عابر، وإنما مؤامرة كبرى تُحاك ضد الشعب الفلسطيني، تقودها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بدعم أمريكي سافر، بهدف إفراغ قطاع غزة من أهله عبر سياسات الترويع، والتجويع، والإبادة الممنهجة، التي لم يشهد لها العالم مثيلًا في العصر الحديث.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني بات يخوض اليوم صراعًا وجوديًا مصيريًا، يتعين معه تكاتف الدول العربية والإسلامية، إلى جانب القوى الحية في العالم، لتقديم كل أشكال الدعم، بما يعزز ثباته وصموده على أرضه، ويضع حدًا للمجازر المروعة التي ترتكب بحقه ليل نهار.

ورأى أن ممارسات الحكومة الإسرائيلية تعيد البشرية إلى عصور الظلام وما قبل التاريخ، وهو ما قوبل برفض واسع من المجتمع الدولي، تُرجم في صورة عزلة خانقة تواجهها إسرائيل يومًا بعد يوم، حتى ينتهي بها المطاف إلى مصير محتوم، سيكون – على حد وصفه – إلى "مزبلة التاريخ"، بعد أن تكشفت أمام العالم أجمع حقيقة جرائمها في غزة.

وفي إشارة إلى أن دماء الفلسطينيين لم تذهب هدرًا، قال فؤاد إن الرأي العام العالمي بات اليوم أكثر وضوحًا في دعمه لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مشيرًا إلى أن عدة دول أوروبية تتحضر للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، في الوقت الذي لم تجنِ فيه إسرائيل من جرائمها سوى العزلة والرفض والإدانة الدولية.

وأشار كذلك إلى أن هذا التحول الدولي تحقق بفضل الجهود المتواصلة التي قادتها مصر والدول العربية والإسلامية، مدعومة بقوى دولية وشعوب محبة للسلام، رأت في حل الدولتين مخرجًا حقيقيًا لهذه الأزمة ووسيلة لوقف الإبادة الجارية في قطاع غزة.

وشدد على أن صمود الشعب الفلسطيني، الذي يقف بصدور عارية أمام النيران الإسرائيلية، سيظل نموذجًا فريدًا يُدرَّس للأجيال في معاني الثبات والإرادة والكرامة الإنسانية، لافتًا إلى أن فلسطين أصبحت اليوم في قلب كل إنسان مؤمن بالقيم الإنسانية والعدالة، لتتحول إلى أيقونة عالمية عصية على الكسر، مهما حاول "الكيان الصهيوني" محوها أو طمس هويتها.

سياسة الأمر الواقع

ومن جهته، أكد جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أن ما يجري حاليًا يبرهن على أن إسرائيل ماضية في سياسة فرض الأمر الواقع، متجاهلة القرارات الدولية ومتحدية الإدانات العربية والإسلامية والدولية، بما في ذلك مخرجات القمم الأخيرة وعلى رأسها قمة الدوحة.

وقال التهامي، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، إن تل أبيب تسعى من خلال ممارساتها العدوانية إلى تكريس فكرة الدولة الواحدة على حساب الشعب الفلسطيني، وتحقيق مشروعها المزعوم لـ"إسرائيل الكبرى" بدعم أمريكي مطلق، معتبرًا ذلك "وصمة عار على جبين الإدارة الأمريكية".

وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي الراهن يطرح تساؤلات جادة حول الموقف العربي والإسلامي المطلوب، مؤكدًا أن التجارب التاريخية تثبت أن وحدة الصف العربي والإسلامي، سواء عبر المواقف السياسية أو الاقتصادية، قادرة على إحداث تأثير ملموس يردع الاحتلال.

وشدد رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة على أن الحاجة باتت ملحة اليوم إلى موقف جماعي يوصل رسالة واضحة لإسرائيل بأن هناك كتلة عربية وإسلامية متماسكة قادرة على الفعل والتأثير.

وأشار إلى الدور المحوري الذي لعبته مصر في دعم القضية الفلسطينية منذ نشأتها، مرورًا بالحروب المتعاقبة في أعوام 1948 و1973 وحرب الاستنزاف، وصولًا إلى اللحظة الراهنة، مؤكدًا أن القاهرة تبذل جهودًا حثيثة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة رغم العراقيل التي يفرضها الاحتلال.

كما لفت التهامي إلى أهمية استثمار المواقف الأوروبية المتنامية والمتعاطفة مع القضية الفلسطينية، موضحًا أن بعض الشعوب الغربية بدأت تتحرك بعيدًا عن مواقف حكوماتها، مطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تفعيل هذه المواقف إعلاميًا وسياسيًا على الصعيدين العربي والإسلامي يمكن أن يدفع الأمور نحو مسار أكثر عدلًا، ويُرغم الاحتلال على القبول بحل الدولتين، وهو الحل الذي تؤكد مصر التزامها به.

واختتم التهامي تصريحاته بالتأكيد على أن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، رغم ما يتعرض له من قتل وتهجير وتجويع، يظل العنوان الأبرز للمشهد، مشددًا على أن هذا الصمود التاريخي أثبت تمسك الفلسطينيين بأرضهم مهما كان الثمن، وكتب بدمائهم وتضحياتهم تاريخًا لن يُمحى، مضيفًا أن هذا الثبات الأسطوري أكسب القضية الفلسطينية بعدًا عالميًا وجعل لها مناصرين حتى في قلب الدول الأوروبية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة