السبت 20 سبتمبر 2025

توك شو

الدكتور يسري جبر يرد على من يعترضون على سماع مديح النبي

  • 20-9-2025 | 19:38

الدكتور يسري جبر

طباعة

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الاعتراض على سماع مديح النبي صلى الله عليه وسلم استنادًا إلى قوله: "إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب" يحتاج إلى تفصيل. فالنبي صلى الله عليه وسلم قصد بهذا الحديث الذين يمدحون الناس بعضهم بعضًا، لأن النفس الأمّارة تحب المدح، فيوقظ ذلك فيها الكبر والغرور، ولذلك نهانا عن مدح من ما زال يجاهد نفسه حتى يصل إلى مرتبة النفس اللوامة ثم المطمئنة، حتى لا يضره المدح.

وأوضح خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يمدح بعض الصحابة بعد أن ارتقت نفوسهم، فمدح سيدنا أبا بكر، ومدح سيدنا عمر فقال: "ما سلك عمر فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غيره"، ومدح سيدنا علي بقوله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". فالنفوس الراقية إذا سمعت المدح ازداد شكرها لله، أما النفوس التي لم ترتقِ فقد تتكبر وتُفتن.

وأضاف أن نفس النبي صلى الله عليه وسلم هي أكمل نفس على الإطلاق، ولذلك يجوز بل ويُستحب مدحه والثناء عليه، بل كان النبي يحب سماع مدحه. فقد كان الصحابي الجليل حسان بن ثابت يقف على منبر النبي في مسجده يمدحه ويدافع عنه، وكان النبي يقول: "اللهم أيده بروح القدس"، بل كان النبي يصحح ألفاظ المديح ويقرّها، كما فعل مع كعب بن زهير في قصيدته الشهيرة "بانت سعاد".

وأشار إلى أن القرآن نفسه مديح للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال الله: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾، و ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، و ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾، فمهما مدحنا النبي فلن نوفيه حقه، لأن كمالاته لا تنتهي وهي متجددة في كل لحظة.

وقال: سماع مديح النبي يثير الشوق ويزيد الحب ويدفع لاتباعه، ومن ينهى عن ذلك جاهل أو متعالم، لأن النبي نفسه أحب سماع مدحه، وهو القائل: "أنا دعوة أبي إبراهيم"، واعتز بأن يكون ذكراً في الأمة الأخيرة، ولذلك نذكره ونثني عليه في صلاتنا وتشهدنا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة