استقبل الدكتور أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، صباح اليوم الثلاثاء، الفائزين في مسابقة "ونكمل المشوار..بطل الحكاية" حيث قام بتسليمهم شهادات تقدير ومجموعة من الإصدارات المتميزة، وذلك في إطار الدور التنويري والمجتمعي لوزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
وأكد الدكتور أسامة في استقباله للفائزين بمكتبه أن دار الكتب والوثائق القومية بصفتها المكتبة الوطنية والأرشيف القومي لمصر يسعدها تشجيع الشباب المصري على تحصيل العلم والتمسك بالأمل في مواجهة الظروف الشخصية الضاغطة.
ويتسق هذا مع خطة الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة التي تهدف في جميع أنشطتها إلى تعزيز الهوية والانتماء وتحقيق العدالة الثقافية والحث على طلب العلم وتشجيع الابتكار.
كانت دار الكتب والوثائق القومية قد أعلنت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي Facebook عن مسابقة ثقافية في إطار مبادرة وزارة الثقافة "مصر تتحدث عن نفسها" التي اتخذت شعار "ونكمل المشوار" خلال شهر سبتمبر. وتوجهت الدار بنداء لأصحاب قصص الكفاح الذين نجحوا في تحصيل العلم رغم التحديات التي واجهتهم. وقد وقع الاختيار على ثلاث قصص مؤثرة تضافرت فيها عناصر الإرادة والإيمان وحب العلم.
اتسمت مسيرة آية جمال بالمثابرة في طلب العلم على الرغم من إصابتها بضعف شديد في البصر فتخرجت في قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحصلت على شهادة الماجستير بتقدير ممتاز في تاريخ طب العيون خلال القرنين التاسع عشر والعشرين معتمدة على العمل الميداني والمقابلات الشخصية مع أحفاد أطباء العيون الأجانب ومن بينهم حفيد طبيب العيون البريطاني آرثر ماكلان، مؤسس قسم الرمد في مصر. واختيرت رسالتها كأفضل رسالة ماجستير لعام ٢٠٢٣ من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. وهى الآن بصدد إعداد رسالة الدكتوراه.
تجسدت إرادة ماجدة إبراهيم في مواصلة رحلة تحصيل العلم رغم معاناتها من تأخر ذهني بنسبة ٥٠% وهو ما يجعل عمرها العقلي نصف عمرها الفعلي. وقد حصلت على دبلوم زراعة ثم التحقت بالعمل في شركة وثاق للتأمين التكافلي ضمن نسبة ٥% لتعيين ذوي الإعاقة. وماجدة من رواد مكتبة سيدة مبروك، إحدى المكتبات الفرعية التابعة لدار الكتب، حيث تميزت في الأعمال الفنية اليدوية وحفظت جزء عم.
أما مصطفى ناصر فقد تعرض لاختناق ونقص في الأوكسجين أثناء ولادته تسبب له في شلل رباعي وصعوبة النطق وبالرغم من ذلك واصل رحلة التعلم وكان الأول على مدرسته في الثانوية العامة وقد حصل على بكالريوس الإعلام من جامعة القاهرة هذا العام. ولم تقتصر إنجازات مصطفى على تحصيل العلم لكنه برع في تأليف النثر و الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وحصل على عدة جوائز في مسابقات أدبية متنوعة.
كان قد تقدم للمسابقة عدد من المتسابقين والمتسابقات وتم التفضيل بينهم وفقا لعدة اعتبارات من بينها حجم الإنجاز الذي تم تحقيقه في سبيل تحصيل العلم، صعوبة التحديات التي واجهت المتسابقين، النشاط الثقافي والتطوعي للمتسابق أو المتسابقة. وشملت قصص الفائزين عبارات مؤثرة في وصفهم لمسيرتهم مفادها العزم والإصرار حيث أكدت
آيه جمال أن الله عوضها بنور العلم عن نور البصر ، وقال مصطفى ناصر أن الله وهبه جناحين من الشعر والمعرفة، وأكدت ماجدة إبراهيم إن الإعاقة الذهنية لم تمنعنها من اللحاق بسوق العمل وممارسة الأنشطة الفنية حتى أنها قامت بالغناء أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن فعاليات "قادرون باختلاف".
