الخميس 25 سبتمبر 2025

ثقافة

«سيرة العائد».. كتاب للصحفى علاء مطر يوثق جرائم الصهاينة في فلسطين

  • 24-9-2025 | 18:11

غلاف الكتاب

طباعة
  • همت مصطفى

صدر حديثًا للكاتب الصحفي علاء مطر، كتاب «سيرة العائد.. في غزة حيث الموت لم يعد يشبه أي شيء»، ليشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب للدورة 57 خلال يناير المقبل.

مخططات ومؤامرات هدفها الاستيلاء على فلسطين  وتفريغها من أهلها

ويهدى الكاتب؛ مؤلفه، إلى طفلته «سارة»، ويحمل من خلال سطوره تجربة حياة، أو نجاة، من الموت في «فلسطين» التي صار حالها نقمة عليها بعد رسم مخططات ومؤامرات هدفها الوحيد الاستيلاء على الأرض وتفريغها من أهلها، وقد قرر أن يكون صحفيا ينقل للعالم حقيقة ما يجري على أرضه التي اغتصبوها عنوة، وهو كاتب وصحفي فلسطيني من غزة يقيم في بلجيكا حاليا، وقد فقد خلال الحرب الأخيرة وحيدته «سارة» وزوجته، وفي حرب 2014 كاد يفقد حياته، فكان كمن عاد من الموت وهو الآن على يقين أنه هذا القائد في حلم قضية مهما غادر أبناؤها أرضهم لابد أن يعودوا.
«سيرة العائد»  تجربة إنسانية، حياتية، وصحفية لشاب  من فلسطين

والكتاب هو تجربة إنسانية، حياتية، وصحفية لشاب قدره أن يكون صحفيًا في هذه البقعة الصعبة من الأرض الفلسطينية، التي لم تتوقف فيها آلة القتل والحرب خلال السنوات الطويلة الماضية، وصولا إلى التاريخ الفارق في عمر غزة في السابع من أكتوبر 2023، قصة حياة تتقاطع مع الأساطير، أو ربما مع تلك الحكايات المتداولة التي تحكي فيها قصص أناس عادوا من الموت، والكاتب هو أحد العائدين منه لنقل بكاء الجميع، بعدما أدخلوه إلى ثلاجة الموتى ووجدوه لا يزال ينبض بالحياة. 
درس علاء مطر اللغة العربية والإعلام في جامعة الأزهر، وعمل بالصحافة والإعلام منذ 2009 وحتى الآن، وعمل بين مراسل ومقرر ورئيس تحرير برامج إخبارية، صدرت له "سيرة خيانة" كعمل إبداعي بالإيطالية، وفى النص العربي توثيق للأهوال في غزة. 

 

وعن الكتاب تقول الكاتبة الصحفية ولاء أبو ستيت مدير دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، «ستستمعون إلى قصة علاء عبر كتابته التالية والتي فيها يستدعي حكايته في القسم الأول من الكتاب وكأنها مشهد روائي الراوي فيه هو البطل لكنه يسعى إلى الخروج ومغادرة شعور أنه بطل الحكاية مرارا، ستعايشون معه وجع كل فلسطيني وكل من قدر له أن يكون من غزة فيفتح قوس الفقد - الذي لا يُغلق على مصراعيه وربما يكون أصعب من يضعه فيه هو وحيدته (سارة»، والتي ستفهمون ونفهم إلى أي درجة كان يتنفسها، ثم كيف عاش بعيدا عنها؛ هي وكل أهله وشعبه تحت القصف في حرب، رغم أنها لم تكن الأولى لكنها الأصعب، ربما أصعب من تلك التي كان بطل حكاية فيها يوم كان يهم بتغطية صحفية في حي ما فتأتيه قذيفة إلى جواره يرفع أثرها جسده إلى السماء فيرى الجميع حتى أهله هذا الجسم الغريب الذي يصعد إلى السماء ثم يهوي مرة أخرى وسط تخيلات وتصورات عما يمكن أن يكون هذا الشيء) الذي صعد صعودًا مباغتًا وهبط مرة أخرى»

 

وتتابع الناشرة:«في القسم الثاني ستجد ما قد تطلق عليه محاكمات للكل: الفلسطيني الرسمي والفصائلي لكن على طريقته الخاصة، التي سيتعرف القريب من المشهد الفلسطيني المركز، والغريب عنه متابعًا ككل عربي تبقى فلسطين قضيته المركزية، دونما فهم لحال فصائلي أصاب القضية مرارا، سيلمس كل قارئ لهذا العمل ألوان المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وصورا من حالات يعايشها في المنافي إن صح التعبير؛ فكل غريب عن وطنه هو في منفى اختياري كان أو قصري»

صور مأساوية لجثث متفرقة، أشلاء متناثرة  ومصابون يثنون تحت الأنقاض

ومن أجواء الكتاب:«بدأ اليوم بساعات ثقيلة، وسط قصف متواصل هنا وهناك قريبا وبعيدًا، وأصوات صراخ لا تهدأ، في تلك اللحظات،  لم يكن أحد يعلم ما الذي يحدث، لكن الحقيقة سرعان ما أصبحت واضحة الحرب قرعت طبولها.
الشوارع امتلأت بصور مأساوية: جثث متفرقة، أشلاء متناثرة، ومصابون يثنون تحت الأنقاض، الناس في منازلهم تجمدت أنفاسهم، عيونهم مسلطة على الشاشات، وآذتاهم تستمع إلى الإذاعات، وبينما البعض يحصي الخسائر، كان آخرون يركضون صوب المستشفيات؛ يتفقدون الأحياء، أو يحمون أطفالهم بجسور من أجسادهم، في محاولة لحمايتهم من قصف الطائرات وصواريخ المدافع.

في اليوم التالي، أصبح المشهد أكثر وضوحًا وأشد قتامة أزيز الطائرات ودوي الانفجارات أصبحا جزءا من سماء غزة سكان المناطق الحدودية بدأوا بمغادرة منازلهم، هاربين نحو قلب المدن بحثا عن مأوى آمن.

و بالنسبة إلي، كانت القصة مختلفة، كنت أراقب المشهد وأوثقه كصحفي، أنقل الحدث، وأحاول فهم ما يجري من حولي.

عند الساعة 4:15 عصرا من ذلك اليوم، انقلبت الأدوار كنت في زيارة لأحد أصدقائي، الذي اشترى هاتفا جديدا، بابتسامة عفوية، قال لي صديقي وهو يجرب كاميرا هاتفه علاء ! انتبه لهذه الصورة، ومنه بدي أجرب كاميرا الجوال قبل استشهادك !
لم أكن أعلم حينها أن كلماته ستتحول إلى نبوءة، القصف استهدف منزلًا قريبًا يبعد نحو كيلومتر ونصف عن المكان، الذي تتواجد فيه، وفي اللحظة، التي كنت فيها ناقلا للخبر، تحولت فيها إلى الخبر ذاته.

كانت دقائق ثقيلة تمر بينما كنت أراقب الأحداث تصحفي فجأة ضرب صاروخ تحذيري منزلاً قريبا جدا، كنت حينها أعمل على توثيق الحدث لوكالة إخبارية بدأت العمل معها قبل أيام معدودة من بداية الحرب، حملت الكاميرا، وركضت نحو المنزل لألتقط الصور، ولكن اللحظة التي استعددت فيها الالتقاط الصورة، تحولت إلى لحظة بين الحياة والموت».

أخبار الساعة