أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التزام بلاده بالشراكة الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشدداً على أهمية التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الصراع في غزة والأوضاع في سوريا ولبنان.
وقال روبيو، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري بين الولايات المتحدة ودول المجلس، حسبما نشرت الخارجية الأمريكية، اليوم /الخميس/، إن واشنطن "تريد إنهاء الصراع في غزة فوراً، مع الإفراج عن جميع الرهائن، وإقامة وضع يتيح للفلسطينيين العيش في سلام وازدهار بعيداً عن الإرهاب والتطرف"، على حد قوله.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تعمل بالتنسيق مع شركائها في المنطقة على "فرص تاريخية" تتعلق بمستقبل سوريا ولبنان، مؤكداً أن الاستقرار فيهما يمثل ركناً أساسياً لاستقرار المنطقة.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة "لا يمكن أن تسمح للنظام الإيراني بامتلاك سلاح نووي"، لافتاً إلى أن واشنطن تميز بين الشعب الإيراني وثقافته العريقة وبين سياسات قيادته الحالية.
من جانبهم، أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون والأمين العام جاسم البديوي الهجوم الإسرائيلي على قطر، معتبرين أنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد لأمن واستقرار المنطقة"، ومؤكدين التضامن الكامل مع الدوحة، والتشديد على أن "أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ".
كما طالب المسؤولون الخليجيون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وشددت مداخلات الجانب الخليجي على رفض التدخلات الخارجية في سوريا وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها ودعم سيادة لبنان واستقراره، إلى جانب حماية أمن الممرات البحرية والتصدي للتهديدات التي تستهدف الملاحة والتجارة الدولية.
وأشار الأمين العام للمجلس إلى أن الشراكة مع الولايات المتحدة امتدت لعقود وشملت مجالات الدفاع والأمن والتجارة والتعليم، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 120 مليار دولار في 2024، فيما بلغت الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي تريليونات الدولارات.
وأكد البديوي أن "الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة"، معرباً عن تطلع المجلس لافتتاح بعثة دبلوماسية خليجية في واشنطن قريباً.