دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، دول مجموعة العشرين إلى إعطاء الأولوية للسلام والتضامن والعدالة المالية، محذرًا من أن عدم الاستقرار العالمي يتفاقم بسبب الديون غير المستدامة والإنفاق العسكري المتزايد.
جاء ذلك في كلمته خلال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس.
كما حذر جوتيريش من أن "الديون غير المستدامة تُحاصر الدول وتُهدد مستقبلها".. قائلًا: "بلغ الإنفاق العسكري العالمي 2.7 تريليون دولار أمريكي العام الماضي، أي ما يقارب 13 ضعف إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية، بينما تبلغ ميزانية الأمم المتحدة العادية، التي تقل عنها بنسبة 750 ضعفا، قيمة ضئيلة جدا".
وأضاف: "تمثل بلدانكم معا ثلثي سكان العالم وأكثر من 80% من الاقتصاد العالمي"، مشيرا إلى أن "قرارات مجموعة العشرين تُرسل إشارات إلى الأسواق والمؤسسات والحكومات في جميع أنحاء العالم".
وفي إشارة إلى أهمية هذا التوقيت، حدد جوتيريش أربع أولويات عاجلة؛ هي: إعادة بناء الثقة في التعاون الدولي، والاستثمار في منع النزاعات وبناء السلام، ومعالجة أزمة المناخ، وضمان أن يكون التمويل عاملا أساسيا في تحقيق السلام والازدهار.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنه "لا تزال الدبلوماسية والوساطة والحوكمة الشاملة أدواتنا الأقوى، لكنها تتطلب موارد وإرادة سياسية"، داعيا إلى دعم الوسطاء ومنظمي السلام المحليين والعمليات الشاملة لمعالجة أسباب النزاعات.
وفيما يتعلق بتغير المناخ، شدد على أن "دمج مخاطر المناخ في استراتيجيات السلام والتنمية يمنع تحول الصدمات إلى انهيارات"، مشيرا إلى أهمية التعاون الإقليمي في مجالات المياه والغذاء وأنظمة الإنذار المبكر.
وقال جوتيريش: "إن السلام ليس ثمرة التنمية، بل هو أساسها والاستثمار ذو العائد الأعلى"، مبينا أن "العدالة المالية ليست مجرد هدف، بل هي شرط أساسي للاستقرار العالمي".