أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن تكريم الإنسان من الله سبحانه وتعالى يترتب عليه مسؤولية عامة تشمل كل ما حوله من بشر وحيوانات ومخلوقات، وليس البشر وحدهم.
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الإنسان المكرم من الله لا يجوز له أن يعيث في الأرض فساداً أو يؤذي حتى أصغر المخلوقات دون ذنب.
وأشار إلى الحديث النبوي عن المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، معتبراً ذلك دليلاً على أن المسؤولية لا تتوقف عند التعامل مع الناس فقط، بل تمتد إلى الكائنات جميعها.
وأضاف أستاذ الفقه أن الإنسان، إذا كان أباً أو زوجاً، فهو مسؤول عن زوجته وأولاده، وإذا كان صاحب حيوان فهو مسؤول عن هذا الحيوان، مبيناً أن الرحمة مبدأ أساسي في الإسلام، وأن من لا يرحم لا يُرحم.
وضرب الدكتور هاني تمام مثالاً بما روي عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه كان يفتت الخبز للنمل في جحورها، ولما سُئل عن ذلك قال: "إنهن جارات لنا"، وهو ما يعكس روح المسؤولية حتى تجاه المخلوقات الصغيرة.
ولفت تمام إلى أن الإنسان حين يستشعر مسؤوليته الحقيقية يكون نظره للخلق جميعاً نظرة رحمة ورفق، أيًا كان نوعهم أو قدرهم، مؤكداً أن التعامل بعكس ذلك – من تعالي أو استحقار لمخلوقات الله – يتنافى مع حقيقة التكريم الإلهي للإنسان.
وأكد أستاذ الفقه بأن التكريم الإلهي للإنسان لا يعني أن يضع نفسه في مرتبة أعلى ليستكبر على ما حوله، بل يعني أن يكون أكثر رحمة ورفقاً بكل ما خلقه الله سبحانه وتعالى.