الثلاثاء 30 سبتمبر 2025

تحقيقات

حماس في الموقف الأصعب.. بين وقف الحرب ونزع السلاح

  • 30-9-2025 | 12:49

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، عقب مشاورات أجراها مع تل أبيب وعدد من الدول العربية والإسلامية، فيما غابت حركة "حماس" عن هذه المشاورات، إذ لم تتسلم المقترح سوى أمس عبر الوسيطين المصري والقطري، لتصبح مسؤولية حسم الموقف من المبادرة في ملعبها.

وتنص الخطة الأمريكية على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة، ووقف إطلاق النار في غزة، ونزع سلاح حماس، وبينما يُعدّ المطلبان الأول والثاني طبيعيين في إطار العملية التفاوضية، فإن من الصعب أن تقبل الحركة بمسألة نزع سلاحها دون قيام الدولة الفلسطينية، كما أكدت في مرات عدة.

 

الأنظار على حماس

وفي معرض حديثه عن مقترح بلاده لإنهاء الحرب، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حماس لا تزال الطرف الوحيد الذي لم يقبل باقتراحه بعد، حيث جاءت تصريحاته هذه قبل أن تتسلم الحركة المقترح فعليًا.

وفي أعقاب ذلك، سلمت مصر وقطر حماس خطة الرئيس الأمريكي بشأن إنهاء الحرب في غزة، وفقًا لما صرح به مصدر أمني مصري لقناة "القاهرة الإخبارية".

وبحسب المصدر، أكدت حماس للوسطين المصري والقطري أنها ستقوم بدراسة المقترح بإيجابية وموضوعية.

ولا يقتصر المقترح الأمريكي على تجريد حركة حماس من سلاحها فحسب، بل يمتد أيضًا إلى إنهاء دورها السياسي ودور الفصائل المقاومة الأخرى، حيث أكد الرئيس الأمريكي أن هذه الأطراف لن يكون لها أي دور في الهيئة الانتقالية المزمع إنشاؤها لإدارة قطاع غزة، ولن تشارك في حكمه بأي شكل، سواء مباشرًا أو غير مباشر.

وأكد ترامب – الذي كان يقف بجواره مجرم الحرب المدان لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – أن إسرائيل ستحظى بـ"الدعم الكامل" من الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات لهزيمة حماس إذا لم تقبل اتفاق السلام المقترح.

ولم يفوت نتنياهو الفرصة ليتوعد حماس بالقول: "إذا رفضت حماس خطتكم، سيدي الرئيس، أو إذا زعمت قبولها ثم قامت بكل ما من شأنه تقويضها، فإن إسرائيل ستنجز المهمة بنفسها. يمكن القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، لكن المهمة ستُنجز".

ومنذ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، قتلت فيها ما يزيد على 230 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، تحت مظلة القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين لديها.

ولن يخرج رد حركة "حماس" على المقترح عن ثلاثة سيناريوهات: إما القبول، وهو احتمال وارد، أو الرفض، وهو مستبعد، أو التقدم بتعديلات عليه، وهو الخيار الأقرب، وذلك استنادًا إلى التجارب التفاوضية السابقة.

 

دعم إسرائيلي وترحيب من السلطة الفلسطينية

وأكد نتنياهو أنه يدعم خطة ترامب بشأن غزة، معتبرًا أنها تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب، حيث زعم أن القطاع سيحظى بما أسماه بـ"إدارة مدنية سلمية"، تديرها حماس ولا تديرها السلطة الوطنية الفلسطينية، حال تم تنفيذ الخطة الأمريكية.

ومن جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية بجهود الرئيس الأمريكي الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة، مؤكدة ثقتها بقدرته على إيجاد طريق نحو السلام، حسب وصفها.

وأكدت ضرورة أن يقود الاتفاق إلى "منع ضم الأرض وتهجير الفلسطينيين وتوقف الأعمال الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، والإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، وقيادة انسحاب إسرائيلي كامل، وتوحيد الأرض والمؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".

وشددت على ضرورة "إنهاء الاحتلال وفتح الطريق أمام سلام عادل على أساس حل الدولتين، دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام وحسن جوار، وفق الشرعية الدولية".

وبموجب الخطة الأمريكية، سيتم إطلاق سراح الأسرى الأحياء وتسليم جثث الموتى الذين تحتجزهم حماس في غضون 72 ساعة، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الرهائن.

وفي مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين.

وخلال هذه الفترة، سيتم تعليق جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل.

وتنص الخطة على إنشاء سلطة انتقالية مؤقتة عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير مسيسة لتولي إدارة الخدمات العامة والبلدية اليومية لسكان غزة، وستعمل هذه اللجنة تحت إشراف ورقابة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "لجنة السلام"، سيقودها ويرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة