الخميس 2 اكتوبر 2025

عرب وعالم

المجلس الأوروبي: أوروبا تتجه لقرارات حاسمة بشأن الدفاع وأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة

  • 2-10-2025 | 12:45

الاتحاد الأوروبي

طباعة
  • دار الهلال

أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن القادة الأوروبيين يستعدون لاتخاذ قرارات حاسمة لتعزيز الدفاع الأوروبي ودعم أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، موضحًا أن المفوضية الأوروبية ستعرض خلال أسبوعين خارطة طريق لجهوزية الدفاع الأوروبي بحلول عام 2030، على أن يعقد المجلس الأوروبي اجتماعًا جديدًا بعد ثلاثة أسابيع لاتخاذ القرارات النهائية.

وفي تصريحات له ،عقب الاجتماع غير الرسمي لرؤساء الدول والحكومات في كوبنهاجن،أوضح كوستا أن الهدف المركزي للمباحثات كان حماية أمن القارة الأوروبية في ظل التهديدات الروسية المتزايدة، مشددًا على أن أي انتهاكات جوية أو هجينة أو سيبرانية تستهدف دولاً مثل الدنمارك أو بولندا أو إستونيا، تعني في الواقع تهديد الحدود الأوروبية المشتركة.

وقال كوستا إن المواطنين الأوروبيين يشعرون بقلق مبرر إزاء ما وصفه بـ"السلوك الروسي الاستفزازي والمتهور بشكل متزايد"، مضيفًا أن "أي تحرك من قبل الدنمارك أو بولندا أو إستونيا ضد الانتهاكات الجوية هو في الواقع دفاع عن الحدود والأراضي المشتركة للاتحاد الأوروبي". وأكد أن هذه الدول تحظى بكامل الدعم، لأن الأوروبيين ملتزمون بمواجهة التهديدات المشتركة، سواء كانت تقليدية أو هجينة أو سيبرانية، بهدف واحد يتمثل في بناء أوروبا الدفاع.

وأشار إلى أنه منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، رفع الحلفاء الأوروبيون إنفاقهم الدفاعي بشكل ملحوظ، وتم الاتفاق مطلع هذا العام على زيادة الأهداف المحددة للإنفاق أكثر، لافتًا إلى إنشاء أداة التمويل الأوروبية للأمن (SAFE) بقيمة 150 مليار يورو لدعم هذه الجهود.

وأوضح كوستا أن القادة الأوروبيين كانوا قد حددوا في مارس الماضي القدرات الدفاعية ذات الأولوية للأمن الأوروبي، وتشمل الدفاع الجوي والصاروخي، المدفعية، وأنظمة الطائرات المسيرة والمضادة للمسيرات، التنقل العسكري، والمرونة السيبرانية. وأضاف: "اليوم خطونا خطوة إضافية، حيث رحبنا بالورقة التمهيدية التي قدمتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والممثل الأعلى كايا كالاس، والتي لاقت دعمًا واسعًا من القادة، وتتضمن مشروعات رائدة لتعزيز أمن أوروبا مثل "جدار المسيّرات الأوروبي" ومبادرة "مراقبة الجبهة الشرقية". وهذه خطوة أساسية على طريق تحقيق الجاهزية الدفاعية الأوروبية بحلول عام 2030".

وأكد أن هذه الخطوات تعكس حجم التهديدات القائمة على الجبهة الشرقية للاتحاد، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "حدود أوروبا لن تكون آمنة إلا إذا كانت جميع حدود القارة آمنة، وذلك عبر نهج شامل يغطي جميع الاتجاهات (360 درجة)".

ودعا كوستا إلى تعزيز الدور السياسي لوزراء الدفاع الأوروبيين في متابعة التقدم المحرز، ودفع العمل إلى الأمام بين اجتماعات المجلس الأوروبي، ورصد الإنجازات المرحلية.

وبشأن أوكرانيا، جدد كوستا التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي يقف بثبات إلى جانب كييف منذ فبراير 2022، وأنه منخرط على جميع الأصعدة لتحقيق سلام عادل ودائم. وأوضح أن هناك حزمة عقوبات جديدة قيد الإعداد تستهدف عائدات النفط والبنوك والعملات المشفرة وأسطول الظل الروسي.

كما أشار إلى أن أوكرانيا واصلت تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعترفت به المفوضية، معتبرًا أن "الآن جاء دور الاتحاد للوفاء بالتزاماته، لأن التوسّع عملية قائمة على الجدارة، ولأن انضمام أوكرانيا سيجعل أوروبا أقوى".

وأوضح أن القادة الأوروبيين ناقشوا أيضًا مسألة التمويل، حيث تم التطرق إلى كيفية تعبئة المزيد من الأموال لدعم أوكرانيا، مؤكدًا أن الرسالة واضحة: "على روسيا أن تدرك أن شركاء أوكرانيا، ومن ضمنهم الشركاء الأوروبيون، لديهم الإرادة والقدرة على الاستمرار في تقديم الدعم حتى يتحقق سلام عادل ودائم".

واختتم كوستا تصريحاته بالقول إن هذا الاجتماع غير الرسمي في كوبنهاجن كان فرصة لإعداد الأرضية اللازمة لاتخاذ قرارات مهمة تخص أمن القارة الأوروبية ودعم أوكرانيا، مشددًا على أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في ترجمة هذه التوجهات إلى خطوات عملية وقرارات رسمية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة