الخميس 2 اكتوبر 2025

ثقافة

مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يستعرض تجارب مسرحية نسائية من الوطن العربي

  • 2-10-2025 | 19:19

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

في جلسة حوارية بعنوان «كيف نفذن من الحائط الشفاف» استضافها المجلس الأعلى للثقافة، قدمت مجموعة من المبدعات في مجال المسرح من مختلف أنحاء الوطن العربي، تجربتهن على الخشبة والصعوبات التي تواجههن في المجتمع وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدُّوَليّ لمسرح المرأة «دورة سميحة أيوب».

 المشاركات في الندوة
أدارت الجلسة الكاتبة رشا عبد المنعم، المديرة الفنية للمهرجان، وتحدثت خلالها: الفنانات منى هلا وسلوى محمد على ووفاء الحكيم والمخرجة مروة رضوان والناقدة دكتور مايسة زكى والفنانة ريهام عبد الحميد والكاتبة والإعلامية جهاد الديناري من مصر والفنانة اللبنانية حنان الحاج علي، والمخرجة التونسية چيهان إسماعيل، والناقدة البحرينية د. زهراء المنصور، والكاتبة والمخرجة السورية سوزان علي.

هدف الجلسة.. تبادل الخبرات مع صانعات المسرح
أكدت «رشا» في بداية الجلسة أنها ترى المرأة العربية عمومًا «عاندية» وليس بالمعنى الطفولي غير الناضج ولكن بمعنى الإصرار، ونموذج المرأة الفلسطينية يؤكد ذلك بدون جدال، مشددة على أن الهدف من الجلسة هو تبادل الخبرات مع صانعات المسرح، فكل سيدة لديها قصة وحكاية وتجربة عظيمة.


وتحدثت الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي عن تجربتها كممثلة محجبة، وهو الوصف الذي لا تحبه، مضيفة أننا في مجتمع يعتبر الفنانة امرأة سيئة السمعة، لكنها قررت أن تقتفي أثر فنانات استثنائيات وقفن في وجه كثيرين، وتسير على خطاهم، مشيرة إلى أنها تعد حجابها منديل اختارته بإرادتها واختيارها لا لسبب ديني، وإنما أرادت تذكير الناس بأن وجود امرأة محجبة ومبدعة وحرة ليس أمرا ممكنًا فقط ولكنه حتميًا».

 مسرح الحكواتي  في قلب الحرب اللبنانية ينبش الذاكرة الجماعية
وأشارت « حنان» إلى أنها عندما شاركت في مسرح الحكواتي الذي كان في قلب الحرب اللبنانية ينبش الذاكرة الجماعية، اكتشفت أن المسرح مرتبط بالناس والحياة ويستمد حكاياته من التاريخ الحي، كل هذا قادها إلى تاريخها وهويتها، وأعادت اكتشاف جدتها وحجابها القطني الجميل، وعندما جاءت جدتها لتشاهدها للمرة  الأولى على المسرح ووجدتها تندفع بحماس وتطلق زغاريد ومديح وشعر وغناء وسط دهشة وإعجاب الجميع، وقتها اكتشفت عائلتها أن المسرح ليس شيئا مخجلًا.


وقالت چيهان إسماعيل أن تونس من أكثر البلدان العربية التي تم فيها العمل على الأرضية الاجتماعية والتشريعية فيما يخص المرأة، لكن مع الأسف أحيانا عندما يأتي التغيير من فوق لا يكون حقيقيًا بالشكل الكافي، ولا نلمس تأثيره في المجتمع».
وأكدت أنها عاشت صعوبات عدّة، ورغم وجود حرية لكن الأهل كانوا أول عائق وضد دخول المرأة عالم الفن ويعتبرونه جريمة، ضد العادات والتقاليد، موضحة "مهما كانت درجة الوعي يظل المجتمع ينظر للفنانة نَظْرَة سيئة والبعض يرفض الزواج من فنانة، مؤكدة المرأة من حقها التعبير عن ذاتها والفن مقاومة والمسرح هو أبو الفنون.

 

وقالت الناقدة د. زهراء المنصور أنه مهما اختلفت المناطق أو البيئة تتشابه النساء في كثير من النقاط وتمر الأغلبية بالظروف نفسها، مشيرة إلى إنها تعيش في مجتمع محافظ ومغلق نسبيًا، مشيرة إلى صدمة أسرتها

في البداية عندما أطلعتهم على رغبتها في دراسة النقد لأننه على الرغم من انتمائها لأسرة متفتحة إلا أن هناك اعتبارات معتادة بحكم المجتمع، لكنهم في النهاية وافقوا على رغبتها في دراسة المسرح وتغيرت نظرتهم للأمر نتيجة لتفوقها، مؤكدة اعتزازها بهذا القرار لأنها درست ما تحب ورغم أن الخطوات بطيئة إلا أنها تستمع بكل مرحلة».
السورية سوزان علي : المسرح كان دائمًا أكثر نوع من الفنون كريمًا معي

والكاتبة السورية سوزان علي والتي تعيش في برلين وتعاني من الاغتراب، نتيجة لموقفها الثوري ضد بشار الأسد، فقدمت شهادتها عبر مقطع فيديو لعدم مقدرتها على السفر وقالت "عنوان الجَلسة يمسني كامرأة ويهمني ككاتبة مسرحية، نمر بفترة حساسة ويتعامل معنا البعض ككتلة أسمنت على قارعة الطريق، عملت كمخرجة مسرحية ومررت بظروف كثيرة لكن المسرح كان دائمًا أكثر نوع من الفنون كريمًا معي، وأصبحت العلاقة بيننا أشبه بثنائية العَتَمَة والضوء، الحركة على المسرح وثنائية الجسد والرقص والموسيقى، مكنتني من نقل ما أريد بطريقة أفضل من كتابة الشعر».

سلوى محمد علي: تجربتي مختلفة عن تجارِب الكثير من المتحدثات
ز أكدت الفنانة سلوى محمد علي أن تجربتها مختلفة عن تجارِب الكثير من المتحدثات، إذ قوبلت كل اختياراتها بدعم من والدها، ومن بعده زوجها الذي شجعها وكانت تترك الأولاد معه يوميًا لمدة 10 أعوام، لتذهب إلى المسرح وتعرض مسرحية «الملك لير».

وقالت: «دخلت المسرح بسبب سيدات المسرح، وأرى أن النساء به لا تعانين من مشكلة مثلما تعاني المرأة في السينما والتليفزيون، فالمسرح العربي شهد الكثير من الأسماء التي سجلها التاريخ: منيرة المهدية، وفاطمة رشدي، وفي الأجيال التالية سميحة أيوب، وعايدة عبد العزيز، صحيح أن الأخيرة لم تحصل على الفرص التي تستحقها، ولكن هذا يحدث للرجال أيضا، مثال على هذا المخرج منصور محمد الذي مات قهرا، ومحمد أبو السعود مات من الحسرة»
ووصفت سلوى المرأة التي تقف على المسرح بالقوية جدا، لكنها في الوقت نفسه لا تجزم بأن تجربتها يمكن تعميمها، لأنها بالطبع من عانوا من صعوبات، وكشفت عن مشكلتها الحقيقية مع المسرح وهي عدم وجود مشروع مسرحي وعدم وجود أماكن للعروض، فالمفتوح منها بات غير آدميًا، إلى جانب مشاكل التضييق من الرِّقابة. 

رشا عبد المنعم : في المسرح الكاتبات والمخرجات وضعهن مختلف عن الممثلات

وعلقت رشا  عبد المنعم موضحة أن صانعات المسرح الكاتبات والمخرجات وضعهن مختلف عن الممثلات، وأن الممثلات قد يكون حظهن أفضل»، وقالت المخرجة عبير علي حزين المدير الفني للمهرجان أن لكل قاعدة استثناء والتجارب مختلفة.
مايسة زكي: القهر المجتمعي  يمارس على الجميع سواء كان رجلا أو امرأة

واتفقت الناقدة دكتور مايسة زكي مع سلوى في مسألة القهر المجتمعي وترى أنه يمارس على الجميع سواء كان رجلا أو امرأة، لافتة إلى أن طلة المرأة على المسرح تضفي الكثير من البهجة، ولا تتصور كيف كان في وقت من الأوقات غير مسموح للنساء بالعمل على المسرح. وقالت "مشكلتنا في العقليات الثابتة».

 منى هلا: تجربتي مشابهة لتجربة سلوى محمد علي
وأكدت الفنانة منى هلا على أن تجربتها مشابهة لتجربة سلوى محمد علي لأن أسرتها دعمتها بقوة منذ الصغر وبدأت التمثيل من سن 12 سنة، لكنها صدمتها جاءت متأخرة وبدأت تتعامل مع الشارع والناس في المجتمع، فكانت الصدمة الأولى هي سوء معاملة زميلاتها لها في الجامعة لأنها ممثلة، حيث رفضت واحدة إعطاءها المحاضرات بينما تسببت أخرى في رسوبها في بعض المواد الدراسية، مشيرة إلى أن الطريقة التي يتحدث بها بعض الممثلين الذكور أيضًا في الإعلام عن الفن ورفضهم لعمل بناتهم به تسيء أيضا للفنانات، مشيرة إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجهها أيضا هي فكرة التنميط وحصر الممثلة في أدوار معينة، حيث كان شكلها يدفع المخرجين في البداية لحصرها في أدوار الفتاة الرقيقة الخجولة وهو عكس شخصيات المتمردة التي تحب التحديات، ومن بعد نجاحها في «ليل خارجي» أصبحت اغلب الأدوار التي تعرض عليها هي فتاة ليل.
 بينما أشارت جهاد الديناري الحاصلة على ماجستير في مجال المسرح، وتتولى منصب نائب رئيس تحرير باليوم السابع  إلى أنها قابلت ذكورًا قدموا لها ولغيرها الدعم، وفي الوقت نفسه قابلت قيادات نسائية تزيد الأمور صعوبة، متسائلة: هل أصبحنا كنساء نحمل جزء من السلطة الأبوية؟.

وروت المخرجة ريهام عبد الحميد المحاربة الناجية من السرطان تجربتها كمخرجة قائلة «كلنا عانينا نفس المعاناة فلم أجد أسرة تساندني، وعندما فكرت في المسرح رفض والدي رغم أنه وافق أن يدرس شقيقي المسرح، و تراجع أمام إلحاحي، لكنه ظل يتعامل معي على أن ما ادرسه بلا قيمة، وتجربتي كمخرجة كانت أصعبة لأن البعض يرى أن المخرج لابد أن يكون رجلا قويًا وذو شخصية ومن وجهة نظرهم لا تصلح المرأة  لهذه المهنة»، مشيرة إلى أنها يأست بعد فترة وتزوجت وانجبت ومع ارتداءها للحجاب، زاد الأمر سوءا، فكانت تقترح الأفكار ويتم نقلها لرجل ليقوم بإخراجها، لكنها أضرت في النهاية على تقديم عرض من إخراجها في الإسكندرية حصد إيرادات كبيرة.
 

وتحدثت سماح حمدي التي اختارت العمل في الديكور والأزياء المسرحية، عن تجربتها واختلاف المكان الذي نشأت فيه حيث كانت تعيش مع أسرتها في السُّعُودية، قبل العودة والاستقرار في مصر حيث واجهت الصدمة الحضارية، مؤكدة أن عائلتها كلاسيكية، لكنها مارست تمردها وغضبها، ورفضت الالتزام بالخط المرسوم لها مسبقًا، رغم الإلحاح بضرورة زواجها، مشيرة إلى أنها درست الفنون المعاصرة، وما بعد الحداثة، وتأثيرها على الناس، وكيف تساعد الفنون الإنسان على أن يكون مشاركًا في صنع القرار، وتحدثت عن العروض التي تقدمها وصعوبتها وأن مقدميها بعضهم هاجر والبعض الأخر ابتعد أو غير مساره مثل الفنانة سماء إبراهيم. 
وفاء الحكيم: المرأة ترفض أن تُظهر معاناتها حتى لا يتهمها أحد بالضعف

وأشارت الفنانة وفاء الحكيم إلى أن ابنها شادي صنع فيلما عنها تروي فيه تجربتها، وكيف يتم إحباط المرأة على يد بنات جنسها، قائلة «أصبحنا جلادين لأنفسنا وحرصنا في الفيلم على توضيح أن أجدادنا لم يعيشوا ما نعيشه نحن، المرأة ترفض أن تُظهر معاناتها حتى لا يتهمها أحد بالضعف»، لافتة إلى أنها كانت تتمتع بحرية كبيرة إلى أن دخلت الجامعة وأرادت العمل بالمسرح، رفض والدها وحاولت والدتها إقناعه، مضيفة «لابد أن نجاهر بأننا نحصل على فرصنا بعد عذاب ومعركة للدفاع عن النفس».مهرجان إيزيس الدُّوَليّ لمسرح المرأة
مهرجان إيزيس الدُّوَليّ لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي، رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة واليونك (اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية)، والـ UNFPA ومؤسسة اتجاه والمعهد الثقافي الإيطالي، سِفَارة أسبانيا بالقاهرة، الهيئة العربية للمسرح، المجلس القومي للمرأة، وزارة الاتصالات، السِّفَارة الهولندية بالقاهرة، وكالة التعاون الإيطالي، سِفَارة النرويج بالقاهرة، البرنامَج المشترك zzj، مؤسسة زاد للفنون، معهد ثربانتس بالقاهرة، مؤسسة مصر الخير، دار ريشة للنشر والتوزيع، مؤسسة اليابان بالقاهرة، قطاع المسرح، المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، صندوق التنمية الثقافية، مؤسسة صناع الحياة، وصلة للفنون، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كالتوجراف، مسرح الريحاني  «سوكسيه»، ومعهد جوته الألماني بالقاهرة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة