الخميس 2 اكتوبر 2025

ثقافة

حسام عبد الظاهر في صالون الهلال الثقافي: جرجي زيدان رحب بالنقد ومعركته الفكرية تستحق رد الاعتبار

  • 2-10-2025 | 19:56

حسام عبد الظاهر

طباعة

قال الدكتور حسام عبد الظاهر الباحث بمركز تحقيق التراث دار الكتب والوثائق القومية: "تخصصي الجامعي في الماجستير جعلني منذ البداية أتعامل بحذر مع كتابات جرجي زيدان، فقد كنت ألمس فيها قدرا من التوجيه والخلط بين ديانته المسيحية وتناوله العلمي. هذه الملاحظة لم تأتي من فراغ، بل من تجربة شخصية مررت بها أثناء فترة الماجستير، عندما كانت مادة البحث التطبيقي ضمن مقرراتي. قدمت حينها أبحاثا خاصة بتاريخ التمدن، وفوجئت بأن الأستاذ المشرف يشطب على كل ما كتبته من اعتماد على مؤلفات زيدان ويحذفها من المصادر والمراجع".

جاء ذلك خلال الصالون الثقافي، الذي تنظمه مؤسسة دار الهلال، بعنوان "الهلال.. 133 عاما تنير دروب الثقافة"، بمشاركة فضيلة الدكتور  أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ولفيف يجمع نخبة من كبار الكتاب والمفكرين والمثقفين.

وأوضح: عندما استغربت لأنني أستند فقط إلى ما أقرأه وأستنتجه، قال لي بالحرف: "هو مسيحي متعصب لا يُؤخذ منه في التاريخ الإسلامي".

وتابع: مرت السنوات، وبعد عشرين عاما كنت أقدم بحث "سمينار" في تاريخ الإسلام بجامعة عين شمس، لأجد أستاذا آخر كبيرا يسير على نفس النهج، ويرفض الاستناد إلى جرجي زيدان رغم مكانته، عندها كتبت بحثا بعنوان "رد الاعتبار لكتابات جرجي زيدان في التاريخ الإسلامي وحضارته"، مؤكدا فيه أن إسهاماته تستحق التقدير، خاصة وأنه تناول التاريخ الإسلامي في مؤلفات عديدة.
وأشار: وجدت أن الشيخ الهندي شبلي النعماني كان من أوائل من تصدى لهذه القضية، فكتب سلسلة مقالات في مجلات مصرية (وليس في الهند) ثم أصدرها في كتيب مستقل، تناول فيه كل الاتهامات التي وُجهت إلى جرجي زيدان من تعصب أو تدليس وغير ذلك. ومن هنا بدأ اهتمامي برصد مواقف المؤرخين في عصر زيدان داخل مصر، حتى وقفت على معركة فكرية مجهولة في التاريخ الثقافي المصري.

وأضاف: كانت تلك بدايات القرن العشرين، حيث تزامنت مع صراعات فكرية كبرى مثل كتابات قاسم أمين في تحرير المرأة، وكتاب طه حسين في الشعر الجاهلي. أما زيدان، ففي عام 1902 كان قد طرح الجزء الأول من "تاريخ التمدن الإسلامي"، مؤكدًا أنه يرحب بالنقد، وهو أمر اعتبرته محمودًا جدا ولم أجده عند أي كاتب آخر.

وأشار إلى: خلال تتبعي وجدت عددا من المؤرخين الكبار شاركوا في هذه المعركة الفكرية، من بينهم: أحمد لطفي السيد، محمد رشيد رضا، محمد كرد علي، وآخرون، حتى وصل العدد إلى نحو خمسة عشر عالما ومفكرًا، لقد كانت بحق دراسة فكرية وثقافية عميقة تستحق أن تُسلط عليها الأضواء.

ويشارك في صالون دار الهلال، الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق وأحد رموز دار الهلال، والكاتب الصحفي أحمد أيوب أحد رموز دار الهلال ورئيس تحرير الجمهورية، والدكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة، والدكتور یاسر ثابت الكاتب والأكاديمي، والدكتور حسام عبد الظاهر الباحث بمركز تحقيق التراث دار الكتب والوثائق القومية.

كما يشهد صالون الهلال مشاركة، محمد عزام الكاتب وخبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والدكتور زياد عبد التواب خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والكاتب الصحفي والشاعر فوزي إبراهيم.

ويرافق الوزير خلال صالون دار الهلال؛ الدكتور السيد عبد الباري، رئيس القطاع الديني، والدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ محمود أبو العزايم، مساعد الوزير للتدريب، والدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة