الجمعة 3 اكتوبر 2025

ثقافة

جان أنويه.. عميد المسرح الفرنسي وأيقونة التراجيديا الحديثة

  • 3-10-2025 | 12:32

جان أنوية

طباعة
  • بيمن خليل

في مثل هذا اليوم، 3 أكتوبر، تحل ذكرى وفاة الكاتب المسرحي الفرنسي الكبير جان أنويه، أحد أبرز أعمدة المسرح الفرنسي في القرن العشرين، وصاحب رؤية درامية جمعت بين المثاليات الإنسانية وواقعية الصراعات، وبين التراجيديا الحالمة والفانتازيا الساخرة.

وُلد جان ماري لوسيان بيير أنويه في 23 يونيو 1910 بمدينة بوردو الفرنسية، ونشأ في أسرة متواضعة؛ كان والده خياطًا، ووالدته تعزف الكمان، أظهر منذ صغره شغفًا بالمسرح، وبدأ في كتابة نصوص مسرحية منذ سن الثانية عشرة. التحق بكلية الحقوق في باريس، إلا أنه سرعان ما تركها، ليتجه إلى العمل في مجال الإعلانات، قبل أن يكرس حياته للكتابة المسرحية.

أشهر أعماله على الإطلاق كانت مسرحية "أنتيجون " (1944)، التي أعاد فيها صياغة الأسطورة الإغريقية الشهيرة في ظل الاحتلال النازي لفرنسا، لتتحول إلى رمز للمقاومة والصمود، وانتقاد مبطّن لحكومة فيشي المتعاونة مع الاحتلال.

كتب أنويه أكثر من ثلاثين مسرحية، وقام بتصنيف أعماله إلى مجموعات درامية، من أبرزها:

- السوداء: مسرحيات تراجيدية واقعية، مثل المسافر بلا متاع

- الوردية: مسرحيات فانتازية حالمة

- الساخرة: تجمع بين الكوميديا والسخرية اللاذعة

- التاريخية: مثل بيكيت أو شرف الله (1959)

تركّزت أعماله على صراعات الإنسان الداخلية، خاصة بين النقاء والتلوث الأخلاقي، وبين الالتزام الشخصي والتنازلات المفروضة في عالم قاسٍ.

على الصعيد الشخصي، تزوج أنويه من الممثلة مونيل فالنتان، التي أدّت أدوارًا في عدد من مسرحياته، ثم من نيكول لانصون، تأثر في حياته الخاصة بأزمات عائلية وقضايا شخصية تتعلق بالهوية والنسب، وهي موضوعات تكررت في كتاباته بشكل واضح.

نال جائزة سينو ديل دوكا العالمية عام 1970، وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة، ولا تزال تُعرض على المسارح في مختلف دول العالم حتى اليوم.

رحل جان أنويه في مثل هذا اليوم، 3 أكتوبر 1987، بمدينة لوزان السويسرية، تاركًا إرثًا أدبيًا ومسرحيًا ما زال حاضرًا بقوة في ذاكرة المسرح العالمي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة